في تصريحات لافتة قبيل الانطلاقة الرسمية للمنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025، اختار وليد الركراكي أن يخاطب الجماهير المغربية بصراحة تامة، مؤكداً أن المرحلة المقبلة تتطلب أكثر من مجرد حضور عادي في المدرجات. المدرب الوطني كان واضحاً في رسالته خلال المؤتمر الصحفي الذي انعقد مساء السبت، حيث شدد على ضرورة تحويل الجمهور إلى عامل حسم حقيقي يدفع اللاعبين نحو الأمام ويضع الخصوم تحت ضغط نفسي هائل.
المواجهة الافتتاحية ضد منتخب جزر القمر، المقررة مساء الأحد، تمثل أول اختبار رسمي لأسود الأطلس في هذا الاستحقاق القاري الكبير الذي تستضيفه المملكة المغربية. الركراكي يدرك جيداً أن تنظيم البطولة على الأراضي الوطنية يحمل في طياته مسؤولية مضاعفة، ولذلك فهو يريد من الجمهور أن يكون شريكاً فعلياً في المسيرة نحو اللقب وليس مجرد متفرج.
في لهجة مباشرة لا تقبل التأويل، أوضح المدرب الوطني أن وجود الجماهير في الملاعب يجب أن يترجم إلى طاقة إيجابية محسوسة داخل المستطيل الأخضر، مضيفاً أن اللاعبين بحاجة ماسة إلى هذا الدعم الاستثنائي لكي يتمكنوا من تقديم أفضل ما لديهم. الركراكي لم يتردد في القول بأنه لا يرغب في رؤية مدرجات مشغولة بالتقاط الصور الشخصية وتوثيق الحضور عبر الهواتف الذكية، بل يريد جماهير تعيش اللحظة بكل تفاصيلها وتساهم في صناعة الحدث من خلال التشجيع المتواصل والهتافات التي تهز أركان الملعب.
هذا النداء يأتي في سياق وعي تام بحجم التحدي الذي ينتظر المنتخب الوطني، فرغم أن الفريق يخوض المباراة على أرضه وبين جماهيره، إلا أن الضغوط تبقى كبيرة والتوقعات مرتفعة. الركراكي يعلم أن الطريق نحو التتويج باللقب القاري يمر عبر عدة محطات، وأن كل مباراة تتطلب تركيزاً كاملاً وانضباطاً تكتيكياً واستعداداً نفسياً عالياً، وهنا يأتي دور الجمهور كعنصر إضافي قد يصنع الفارق في اللحظات الحاسمة.
التأكيد على ضرورة الوحدة والتكاتف كان حاضراً بقوة في كلمات المدرب الوطني، الذي أشار إلى أن النجاح الجماعي لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال تضافر جهود جميع الأطراف، بدءاً من الجهاز الفني مروراً باللاعبين ووصولاً إلى الجماهير التي تملأ المدرجات. هذا الانسجام بين كل المكونات هو ما سيمكن المنتخب من تحقيق الحلم الكبير والاحتفاظ باللقب داخل الحدود المغربية.
الركراكي اختتم تصريحاته بالتشديد على أن الهدف واضح والطموح كبير، لكن تحقيق ذلك يتطلب عملاً دؤوباً وتفانياً من الجميع دون استثناء. المدرب يريد أن يرى مدرجات تعج بالحماس والعاطفة الصادقة، مدرجات تدفع الفريق نحو الأمام وتجعل من كل لقاء تجربة لا تُنسى للاعبين والمنافسين على حد سواء. الرسالة واضحة، والموعد مع التاريخ قريب، والكرة الآن في ملعب الجماهير المغربية التي عليها أن تثبت أنها تستحق لقب الجمهور الـ12 للمنتخب الوطني.










