في مشهد مؤثر جمع بين زخات المطر ودموع الغضب، خرج عشرات الآلاف من المغاربة اليوم الأحد في مسيرة حاشدة بالعاصمة الرباط، ليجددوا صرختهم المدوية ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي لم يتوقف منذ أكثر من سنة ونصف.
هذه ليست المرة الأولى، بل هي النيّة تلو الأخرى التي يتظاهر فيها المغاربة رفضًا للمجازر الوحشية، التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين الأبرياء، من أطفال ونساء وشيوخ، مطالبين بوقفها الفوري.
المسيرة التي نظمت تحت الأمطار الغزيرة لم تثن المشاركين عن التظاهر، بل زادتهم عزيمة، وهم يرفعون الأعلام الفلسطينية واللافتات المنددة بالصمت الدولي المريب. وتخللت التظاهرة شعارات قوية مثل: “غزة رمز الكرامة”، “لا تطبيع مع المجرمين”، “الحرية لفلسطين”، فيما ردد الحاضرون أسماء أكثر من 33 ألف شهيد فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، سقطوا منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023، بحسب تقارير من وزارة الصحة في غزة.
تحية كبيرة وجّهها المتظاهرون للمقاومة الفلسطينية، مشيدين بصمودها رغم القصف والتجويع والحصار، ورافعين صوراً لأطفال غزاويين فقدوا حياتهم في غارات إسرائيلية مدمرة.
ولم يغب الطابع الرمزي عن المسيرة، حيث تم حرق العلم الإسرائيلي، في رسالة واضحة تعكس الرفض الشعبي المغربي لأي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، وتأكيداً على أن قضية فلسطين ستظل في قلب المغاربة، مهما كانت الضغوط.
وشارك في المسيرة عدد من الشخصيات السياسية والحقوقية من مختلف التيارات، ما يعكس الإجماع الوطني على دعم غزة والتنديد بجرائم الاحتلال.
وبين دموع الغضب، وهتافات التحدي، وجّه المغاربة نداءً جديداً للعالم: “أوقفوا المجازر، كفى صمتاً، كفى تواطؤاً”.