شهد اليوم الافتتاحي لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 انطلاقة قوية للمنافسات القارية على الأراضي المغربية، حيث احتضنت الملاعب المغربية أربع مواجهات مثيرة ضمن الجولة الأولى من دور المجموعات، قدمت خلالها المنتخبات المشاركة عروضاً متباينة كشفت عن طموحات كبيرة ورغبة جامحة في تحقيق نتائج إيجابية منذ البداية.
افتتح المنتخب المغربي مشواره في البطولة بأداء مقنع وفوز مستحق أمام منتخب جزر القمر، مما وضع أسود الأطلس في صدارة المجموعة الأولى برصيد 3 نقاط كاملة. الفريق الوطني نجح في فرض سيطرته على مجريات اللقاء وترجم تفوقه الفني إلى نتيجة إيجابية منحته انطلاقة مثالية في المسابقة القارية التي يستضيفها على أرضه وبين جماهيره. هذا الانتصار يعزز من معنويات اللاعبين المغاربة ويضعهم في موقع مريح قبل المواجهات المقبلة، خاصة أن الفوز في المباراة الأولى يمنح دفعة نفسية كبيرة للفريق ويخفف الضغوط المتوقعة في بطولة تجري على الأراضي الوطنية.
في المقابل، بقي منتخب جزر القمر بدون رصيد من النقاط بعد خسارته الافتتاحية، مما يضعه في موقف صعب يتطلب منه تحسين مستواه بشكل كبير في المباريات القادمة إذا أراد الحفاظ على فرصه في التأهل للأدوار الإقصائية. الفريق الجزري يحتاج إلى إعادة ترتيب أوراقه والاستفادة من الأخطاء التي ارتكبها أمام المغرب من أجل العودة بقوة في اللقاءات المتبقية من دور المجموعات.
على ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، قدم منتخبا مالي وزامبيا مباراة مثيرة انتهت بالتعادل الإيجابي بنتيجة 1-1، وهي نتيجة تخدم الطرفين نسبياً لكنها تبقي حساباتهما مفتوحة على جميع الاحتمالات. المنتخب المالي تقدم في النتيجة عن طريق لاسين سينايوكو في الدقيقة 61، وبدا أنه في طريقه لحصد النقاط الثلاث الكاملة، لكن باتسون داكا تدخل في اللحظات الأخيرة من المباراة ليمنح زامبيا تعادلاً ثميناً أبقى على آمال فريقه في المنافسة. هذا التعادل يعني أن كلا المنتخبين يملك نقطة واحدة، مما يجعل لقاءاته1ما المقبلة حاسمة في تحديد مصيرهما في البطولة، خاصة أن المواجهة المقبلة للمنتخب المغربي ستكون أمام مالي في لقاء ينتظر أن يكون مفصلياً في حسم الصدارة وتحديد المتأهلين من المجموعة الأولى.
انتقلت الأنظار بعد ذلك إلى ملعب مراكش الذي شهد مواجهة قوية بين منتخبي جنوب إفريقيا وأنغولا ضمن مباريات المجموعة الثانية. منتخب البافانا بافانا تمكن من انتزاع فوز صعب بنتيجة 2-1 رغم المقاومة الشرسة التي أبداها المنتخب الأنغولي طيلة فترات المباراة. تقدمت جنوب إفريقيا مبكراً عن طريق أوزوين أبوليس في الدقيقة 21، لكن منتخب أنغولا رد بسرعة وعدل النتيجة في الدقيقة 35 بفضل مانويل كافومانا شو. الشوط الثاني شهد ضغطاً متبادلاً من الطرفين قبل أن يحسم لايلي فوستر المباراة لصالح جنوب إفريقيا في الدقيقة 79 بتسديدة مركزة أعادت التقدم لفريقه ومنحته النقاط الثلاث. هذا الانتصار وضع منتخب جنوب إفريقيا في صدارة المجموعة الثانية برصيد 3 نقاط، بينما بقي منتخب أنغولا في المركز الأخير بدون نقاط، مما يضعه تحت ضغط كبير في المباريات المقبلة.
المباراة الختامية لليوم الأول جرت على ملعب أدرار بأكادير، حيث خاض المنتخب المصري مواجهة صعبة أمام منتخب زيمبابوي انتهت بفوز الفراعنة بنتيجة 2-1 بعد معاناة واضحة وعودة قوية في الشوط الثاني. بدأت المباراة بشكل صادم للمنتخب المصري عندما تقدم زيمبابوي عن طريق برنس دوبي في الدقيقة 20 مستغلاً خطأً دفاعياً من الفراعنة. هذا الهدف أربك حسابات المدرب المصري ودفع اللاعبين للبحث عن التعادل بإصرار كبير، وهو ما تحقق في الدقيقة 63 عندما سجل عمر مرموش هدف التعادل بتسديدة قوية. الدراما الحقيقية حدثت في الدقائق الأخيرة عندما تدخل النجم محمد صلاح ليسجل هدف الفوز في الدقيقة 90+1، منقذاً منتخب بلاده من نتيجة محرجة ومانحاً الفراعنة 3 نقاط ثمينة في بداية المشوار القاري.
بهذه النتائج، أصبح ترتيب المجموعة الأولى يضع المغرب في الصدارة برصيد 3 نقاط، يليه كل من مالي وزامبيا بنقطة واحدة لكل منهما، فيما يحتل منتخب جزر القمر المركز الأخير بدون رصيد. أما المجموعة الثانية فتشهد تقاسم الصدارة بين مصر وجنوب إفريقيا برصيد 3 نقاط لكل منهما، بينما يتذيل زيمبابوي وأنغولا الترتيب بدون نقاط. الجولة المقبلة تعد بمواجهات نارية، حيث سيلتقي المنتخب المغربي مع منتخب مالي يوم الجمعة 26 ديسمبر على ملعب الأمير مولاي عبد الله بالرباط في مباراة قد تحسم الكثير من الحسابات داخل المجموعة الأولى، فيما سيواجه منتخب مصر نظيره الجنوب أفريقي في قمة مرتقبة ستعيد ترتيب معالم المجموعة الثانية وتحدد بشكل أوضح المرشحين للتأهل إلى الدور التالي من المنافسات القارية.










