تشهد كأس أمم أفريقيا المقررة في المغرب خلال الفترة الممتدة من 21 دجنبر 2025 إلى 18 يناير 2026 إقبالا جماهيريا استثنائيا ينبئ بنجاح تنظيمي كبير للنسخة القارية المرتقبة. يتجلى هذا الاهتمام الواسع من خلال الأرقام المسجلة في مبيعات التذاكر التي تواصل ارتفاعها بشكل ملحوظ مع اقتراب موعد انطلاق المنافسات.
أعلنت اللجنة المنظمة للبطولة عن إنجاز لافت تمثل في بيع 298 ألف تذكرة عبر الموقع الرسمي للاتحاد الأفريقي لكرة القدم. جاء هذا الرقم نتيجة للمرحلتين الأولى والثانية من عملية البيع الإلكتروني، في مؤشر واضح على حجم الشغف الجماهيري بمتابعة المباريات داخل الملاعب المغربية التي ستحتضن هذا العرس الكروي القاري.
ما يلفت الانتباه بشكل خاص هو التنوع الجغرافي الكبير للمشترين، حيث سجلت عمليات اقتناء للتذاكر من 33 دولة أفريقية و106 دولة من مختلف أنحاء العالم. هذا الانتشار العالمي يعكس البعد الدولي الذي اكتسبته البطولة وقدرة المغرب على جذب اهتمام عشاق كرة القدم من مختلف القارات.
كشف البيان الصادر عن اللجنة المنظمة أن الطلب الأكبر على التذاكر جاء من المغرب في المقام الأول، وهو أمر طبيعي باعتباره البلد المستضيف والذي يضم قاعدة جماهيرية عريضة متعطشة لمتابعة منتخبها الوطني ومشاهدة نجوم القارة السمراء عن قرب. أما على المستوى الخارجي، فقد جاءت فرنسا في مقدمة الدول الأوروبية من حيث عدد التذاكر المباعة، تليها بلجيكا ثم هولندا.
يفسر المراقبون هذا الإقبال الكبير من الجاليات الأفريقية المقيمة في أوروبا، وخاصة في فرنسا التي تحتضن أعدادا كبيرة من أبناء القارة الأفريقية الذين يحرصون على دعم منتخباتهم الوطنية في المحافل القارية. كما أن القرب الجغرافي بين المغرب وهذه الدول الأوروبية يسهل عملية السفر لحضور المباريات، ما يجعل الخيار أكثر جاذبية للمشجعين الراغبين في عيش أجواء البطولة.
تعكس هذه الأرقام المشجعة نجاح الاستراتيجية التسويقية التي اعتمدتها اللجنة المنظمة بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، والتي ركزت على تسهيل عملية الحصول على التذاكر عبر منصة إلكترونية آمنة وسهلة الاستخدام. كما تبرز الثقة الكبيرة التي يوليها المشجعون للقدرات التنظيمية المغربية في استضافة حدث بهذا الحجم والأهمية.
مع استمرار عمليات البيع في المراحل المقبلة، تتوقع اللجنة المنظمة أن تشهد الأرقام ارتفاعا إضافيا خاصة مع اقتراب موعد انطلاق البطولة ودخول المنافسات مراحلها الحاسمة. ستكون الملاعب المغربية الستة المختارة لاحتضان المباريات على موعد مع حضور جماهيري كثيف سيضفي أجواء استثنائية على هذا العرس الكروي الأفريقي.
تمثل هذه النسخة من كأس أمم أفريقيا فرصة ذهبية للمغرب لإبراز قدراته التنظيمية أمام العالم، وتأكيد مكانته كوجهة رياضية رائدة قادرة على احتضان أكبر البطولات القارية والدولية بكل احترافية وكفاءة، في انتظار تحقيق حلم استضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.










