واصل المنتخب الوطني المغربي للاعبين المحليين كتابة صفحة مشرفة في بطولة كأس إفريقيا للمحليين “الشان”، بعد أن ضمن تأهله إلى ربع النهائي إثر فوزه الحاسم على منتخب الكونغو الديمقراطية بثلاثة أهداف مقابل هدف، في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، والتي جرت اليوم الأحد.
بدأ المنتخب المغربي المباراة بروح عالية وضغط متقدم، حيث حاول فرض واقعه في الشوط الأول من خلال استغلال المساحات في منتصف ملعب الخصم. وجاءت الثمرة سريعاً، حيث تمكن أسامة المليوي من افتتاح التسجيل في الدقيقة 8، إثر هجمة منظمة تُرجمت ببراعة تكتيكية، ليمنح الفريق الأحمر والأخضر التقدم مبكراً.
بعد الهدف، تحول الأداء إلى طابع دفاعي حذر، مع محاولة الحفاظ على النتيجة، وهو ما فتح الباب أمام المنتخب الكونغولي للعودة في النسق. ورغم المحاولات المتكررة، نجح الخصم في إدراك التعادل قبل دقيقتين من نهاية الشوط الأول، إثر خطأ في التنسيق الدفاعي، سجّله جاتفي كيتامبالا، ليُدخل الفريق المغربي في شوط راحة والنتيجة متعادلة.
في الشوط الثاني، أجرى الناخب الوطني طارق السكتيوي تغييرات تكتيكية أثمرت نتائج إيجابية، أبرزها إدخال خالد بابا، الذي شكّل خطراً دائماً على الدفاع الكونغولي بحركته الذكية وانطلاقاته السريعة. وتحوّلت هذه الخطورة إلى ضربة جزاء، نفذها بنجاح العميد ربيع حريمات في الدقيقة 70، ليعيد المنتخب المغربي إلى المقدمة.
ولم يكتفِ الفريق بهذا الهدف، بل واصل الضغط، ونجح أسامة المليوي مجدداً في توسيع الفارق في الدقيقة 80، ليُسجّل هدفه الثاني في المباراة ويُصبح نجم اللقاء الأبرز. وكاد الفريق أن يُضيف أهدافاً إضافية، لكن حكم المباراة ألغى هدفين بداعي التسلل، أحدهما بعد خروج الكرة من الملعب قبل التنفيذ، ما أظهر رغبة الفريق في تأكيد سيطرته حتى اللحظات الأخيرة.
بهذا الفوز، رفع المنتخب المغربي رصيده إلى 9 نقاط، ليحتل المركز الثاني في مجموعته، فيما تأهل منتخب كينيا كمتصدر بـ10 نقاط. ورغم المنافسة القوية، أظهر الفريق تماسكاً تكتيكياً، وقدرة على التعامل مع الضغط، خصوصاً في اللحظات الحاسمة.
التأهل إلى ربع النهائي يُعد إنجازاً مشجعاً، ويُظهر أن المنتخب المحلي، رغم غياب الأضواء الإعلامية أحياناً، يمتلك كفاءات واعدة قادرة على تمثيل المغرب بجدارة. والآن، تُركّز الأنظار على المرحلة المقبلة، حيث سيُختبر الفريق أمام منافس قوي، في مسعى للإبقاء على الحلم حياً، والمضي بعيداً في هذه البطولة التي تُعد مُخرجاً حقيقياً للمواهب الوطنية.
مع كل تمريرة، وكل دفاع منظم، يُثبت لاعبو المنتخب المحلي أنهم أكثر من مجرد بديل، بل هم جزء أساسي من بناء كرة قدم مغربية قوية، من الداخل.