نجحت وكالة بيت مال القدس الشريف في تقديم دعم إنساني واسع النطاق للعائلات الفلسطينية المحتاجة من خلال حملة توزيع شاملة طالت مناطق متعددة في قطاع غزة. هذه المبادرة الإنسانية التي تمت تحت إشراف اللجنة القدس برئاسة جلالة الملك محمد السادس، تجسد الالتزام المغربي الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
استطاعت فرق الإغاثة المتخصصة إنجاز مهمة توزيع خمسمائة سلة غذائية خلال يوم واحد، حيث وصلت هذه المساعدات إلى العائلات الأكثر تضرراً والأشد حاجة في مختلف أنحاء القطاع. شملت العملية مناطق استراتيجية تضم أعداداً كبيرة من النازحين والمتضررين، بما في ذلك منطقة مواصي خانيونس المكتظة بالسكان والمحافظة الوسطى التي تشهد كثافة سكانية عالية.
تركزت جهود التوزيع أيضاً على مخيمات المركز التي تأوي آلاف العائلات النازحة، بالإضافة إلى مدينة غزة التي تعتبر القلب النابض للقطاع. هذا التوزيع المدروس جغرافياً ضمن وصول المساعدات إلى أكبر عدد من المستفيدين عبر مناطق متنوعة تعكس الحاجة الملحة في كامل القطاع.
جاء تمويل هذه المبادرة الإنسانية من الجمعية المغربية لدعم الإعمار في فلسطين، التي تواصل عملها الدؤوب في خدمة الشعب الفلسطيني. كما قدمت جمعية التضامن المغربي الفلسطيني دعماً لوجستياً مهماً لإنجاح هذه العملية، مما يعكس التنسيق الفعال بين المؤسسات المغربية العاملة في المجال الإنساني.
تهدف هذه الحملة الإغاثية إلى معالجة مشكلة انعدام الأمن الغذائي التي تواجه شرائح واسعة من المجتمع الغزي، خاصة العائلات التي تعيش أوضاعاً معيشية قاسية. السلال الغذائية المطروحة تحتوي على مواد أساسية تكفي العائلة لفترة معقولة، مما يساهم في تخفيف الأعباء المالية عن كاهل هذه الأسر.
لا تقتصر أنشطة وكالة بيت مال القدس الشريف على المساعدات الغذائية فحسب، بل تمتد لتشمل مجالات حيوية متعددة تلبي احتياجات الشعب الفلسطيني المتنوعة. في المجال الصحي، باشرت الوكالة صرف الدفعة الأولى من ميزانية مشروع الأطراف الصناعية المخصص للأطفال الذين فقدوا أطرافهم، وذلك بالتعاون المباشر مع وزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية.
أما في القطاع التعليمي، فقد قدمت الوكالة دعماً تقنياً متطوراً لجامعة الأزهر من خلال توفير خوادم سحابية ومنصات للتعليم عن بعد، مما يضمن استمرارية التعليم العالي رغم الظروف الصعبة. هذا الدعم التكنولوجي يعكس فهماً عميقاً لأهمية التعليم في بناء مستقبل أفضل للأجيال الفلسطينية القادمة.
تواصل الوكالة أيضاً تقديم منح دراسية لطلاب كلية الملك الحسن الثاني للعلوم الزراعية، بالإضافة إلى استقبال طلاب فلسطينيين في معهد الحسن للزراعة والبيطرة بالرباط. هذه المبادرات التعليمية تهدف إلى تأهيل كوادر فلسطينية متخصصة قادرة على المساهمة في التنمية المستقبلية لفلسطين.
إن هذا النشاط الإنساني المتواصل يجسد الرؤية الملكية السامية تجاه القضية الفلسطينية ويؤكد على الدور الريادي للمغرب في دعم الشعوب المظلومة. وكالة بيت مال القدس الشريف تبقى نموذجاً للعمل الإنساني المنظم والفعال الذي يترجم التضامن إلى إنجازات ملموسة على أرض الواقع.