واصلت عملة بيتكوين مسارها الهبوطي خلال تعاملات يوم الاثنين، في ظل موجة تراجع حادة تجتاح قطاع التكنولوجيا والأصول الرقمية. انخفضت قيمة العملة المشفرة الأشهر عالميا بحوالي 33% خلال فترة لم تتجاوز شهرين، بعدما كانت قد حققت رقما قياسيا فاق 126000 دولار في 6 أكتوبر الماضي.
تراجعت بيتكوين دون عتبة 85000 دولار في تداولات اليوم بحسب بيانات منصة كوين بيز، ما يعكس تنامي القلق حول المبالغة في تقييم الأصول الرقمية. يأتي ذلك في سياق بيئة استثمارية تشهد تحولا نحو الأدوات التقليدية الأكثر أمانا كالذهب والسندات الحكومية.
لم تقتصر الخسائر على العملة الرقمية وحدها، بل امتدت لتطال أسهم الشركات العاملة في هذا المجال. تراجع سهم كوين بيز جلوبال بنسبة 4%، بينما انخفض سهم روبنهود ماركتس بمعدل 5.2%. كما سجلت شركة التعدين ريوت بلاتفورمز هبوطا بلغ 7% من قيمتها.
في تطور ملفت، خسرت شركة ستراتيجي، المعروفة كواحدة من أكبر الكيانات الحائزة على العملات المشفرة، نحو 8.8% من قيمتها السوقية رغم امتلاكها أكثر من 649000 وحدة بيتكوين. بلغت قيمة محفظتها صباح اليوم حوالي 55 مليار دولار تقريبا.
من جهة أخرى، شهدت عملة أمريكان بيتكوين المرتبطة بعائلة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تراجعا بنسبة 9.3% خلال اليوم، ليصل إجمالي خسائرها منذ نهاية سبتمبر إلى 43%.
يرجع خبراء دويتشه بنك هذا الانخفاض المتواصل إلى عوامل متعددة، في مقدمتها التوجه نحو التشديد النقدي من قبل الاحتياط الفيدرالي الأميركي، إضافة إلى عمليات بيع مؤسسية وجني أرباح من طرف المستثمرين ذوي الآفاق الطويلة. كما أشار المحللون إلى أن غياب التطورات الملموسة في تنظيم سوق الأصول الرقمية يزيد من حالة الغموض والتردد لدى المتعاملين.
بينما تحاول الأسواق المالية إيجاد نقطة توازن وسط الاضطرابات في القطاع التكنولوجي، تواجه العملات المشفرة اختبارا حقيقيا لمصداقيتها كبديل استثماري موثوق. يتزامن ذلك مع تزايد المطالبات بفرض ضوابط أكثر صرامة على هذا السوق، وارتفاع الشكوك حول جدوى المضاربة قصيرة الأجل في هذه الأصول شديدة التقلب.










