تم توقيع إعلان نوايا يؤسس لشراكة استراتيجية بين المؤسسة الوطنية للمتاحف المغربية ومنطقة إيل دو فرانس الفرنسية يوم الاثنين في متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط. وقد وقع هذه الوثيقة المهمة كل من السيد مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، والسيدة فاليري بيكريس، رئيسة منطقة إيل دو فرانس.
تركز هذه الشراكة الطموحة بشكل أساسي على تنظيم المعرض المتوسطي الافتتاحي الكبير المقرر إقامته بمناسبة افتتاح مدينة الثقافة الأفريقية – متحف القارة. وتلتزم المؤسستان بتطوير تعاونهما حول عدة محاور رئيسية: تبادل الخبرات في مجال حفظ واقتناء الأعمال الأفريقية المعاصرة، وإنشاء أنظمة وساطة مناسبة لجمهور المتحف المستقبلي، بالإضافة إلى إعارة أعمال فنية من مجموعات الصندوق الإقليمي للفن المعاصر (فراك) في إيل دو فرانس.
خلال حفل التوقيع، أبرز مهدي قطبي الدفعة الاستثنائية التي أعطاها جلالة الملك محمد السادس للمتاحف والثقافة المغربية منذ اعتلائه العرش. كما أكد على الدور الاستراتيجي للمغرب كـ”بوابة دخول” إلى أفريقيا و”بوابة خروج” للأفارقة نحو أوروبا. وبالنسبة للسيد قطبي، يمثل الفن والثقافة “أفضل الجسور والمعابر” لتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعوب.
من جانبها، ذكرت فاليري بيكريس أهمية الجالية المغربية في منطقة إيل دو فرانس، التي تضم قرابة مليون نسمة لديهم روابط مع المغرب. وأشارت إلى أن هذه الجالية تمارس تأثيراً كبيراً على الثقافة والفنون والحياة الاقتصادية في هذه المنطقة الفرنسية. كما ذكرت أن نائبين رئيسيين فرنسيين-مغربيين يشغلان حالياً مناصب في مجلسها التنفيذي الإقليمي.
وصرحت السيدة بيكريس: “لقد تشرفنا كثيراً لأن السيد قطبي اختار، للمعرض الافتتاحي لمتحف القارة، مديرة مجموعة فراك إيل دو فرانس لاختيار الأعمال الفنية ولتكون أحد مفوضي المعرض الافتتاحي”. وأوضحت أيضاً أن كل خبرات فراك إيل دو فرانس ستوضع تحت تصرف المؤسسة الوطنية للمتاحف لاكتشاف المواهب الأفريقية وتقييمها وتعزيزها وترويجها على الساحة الدولية.
قبل توقيع إعلان النوايا، قام الوفد الفرنسي بزيارة متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، حيث تمكنت السيدة بيكريس وأعضاء مجلس منطقة إيل دو فرانس من اكتشاف أعمال بارزة، بما في ذلك أعمال الكاتب والشاعر والرسام الفرنسي-المغربي الطاهر بن جلون، فضلاً عن إبداعات فنانين مغاربة معاصرين.