انتهت عملية بحث مكثفة استمرت أكثر من يوم كامل بإلقاء القبض على الشخص المتهم في جريمة اغتيال الناشط السياسي المحافظ تشارلي كيرك التي هزت الأوساط السياسية الأميركية وأثارت جدلاً واسعاً حول العنف السياسي المتصاعد.
كشفت السلطات الفيدرالية عن هوية المشتبه به الرئيسي وهو تايلر روبنسون، شاب يبلغ من العمر 22 عاماً ينتمي إلى منطقة سكنية هادئة في ولاية يوتا، حيث نشأ وترعرع في مدينة واشنطن الصغيرة ضمن أجواء عائلية تبدو طبيعية.
يتميز روبنسون بسجل أكاديمي متفوق، حيث حصل على منحة دراسية مرموقة للالتحاق بجامعة الولاية، وهو إنجاز وثقته والدته عبر مقطع فيديو نشرته على منصة فيسبوك في عام 2021 يظهره وهو يقرأ رسالة الحصول على منحة الإقامة الرئاسية الجامعية.
تشير السجلات الانتخابية إلى أن روبنسون لم يبد اهتماماً سياسياً واضحاً في السنوات السابقة، حيث لم يشارك في الدورتين الانتخابيتين الأخيرتين ولم ينتم رسمياً لأي حزب سياسي، مما يجعل دوافع الجريمة غامضة ومحل تساؤل كبير.
غير أن أحد أقربائه كشف للمحققين عن تغيير ملحوظ في شخصية روبنسون خلال الأعوام الأخيرة، حيث أصبح أكثر انخراطاً في النقاشات السياسية وإبداءً لآراء نقدية حادة، وفقاً لما صرح به حاكم ولاية يوتا سبنسر كوكس.
وقعت الجريمة الصادمة يوم الأربعاء في جامعة يوتا فالي، حيث كان كيرك يلقي محاضرة ضمن جولة مخططة تشمل 15 جامعة أميركية، عندما أطلق قناص رصاصة واحدة قاتلة استهدفت الناشط المحافظ البارز والحليف المقرب للرئيس دونالد ترامب.
أدت الجريمة إلى إطلاق عملية مطاردة واسعة شاركت فيها قوات الشرطة المحلية والوكالات الفيدرالية، حيث ظل المشتبه به فاراً لأكثر من 24 ساعة قبل أن يتم اعتقاله بطريقة مثيرة للاهتمام.
كشف الرئيس ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز أن المشتبه به تم تسليمه للسلطات من قبل شخص يعرفه، مشيراً إلى أن والد المتهم نفسه قاده إلى مركز الشرطة وسلمه للسلطات، وهو تطور يعكس الصدمة التي أصابت عائلة المتهم.
عثرت السلطات على بندقية مزودة بمنظار يُعتقد أنها السلاح المستخدم في الجريمة، كما نشر مكتب التحقيقات الفيدرالي صوراً أمنية تظهر شخصاً يرتدي قميصاً أسود ونظارات شمسية داكنة وقبعة، بالإضافة إلى مقطع فيديو يُظهر المشتبه به وهو يهرب فوق أسطح المباني.
كان تشارلي كيرك شخصية مؤثرة في الأوساط المحافظة، حيث عمل كمؤلف ومقدم بودكاست بارز، وشارك في تأسيس ورئاسة مجموعة “ترنينغ بوينت يو إس إيه” الطلابية المحافظة، وساهم بشكل فعال في حشد الدعم للحزب الجمهوري بين الناخبين الشباب.
أثارت الجريمة ردود فعل غاضبة عبر الطيف السياسي الأميركي، حيث أدان قادة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري العنف السياسي، كما تلقت الولايات المتحدة تعبيرات استنكار من حكومات أجنبية، مما يعكس الأثر الدولي لهذا الحادث المأساوي.