غرقت مدينة اليوسفية يوم الأحد في حزن عميق بعد وقوع حادث مأساوي هز ضمائر السكان في حي الأمل، حيث لقي طفل صغير لم يتجاوز عمره سنتين و9 أشهر حتفه بعد تعرضه للدهس تحت عجلات قطار مخصص لنقل المسافرين كان يمر بالقرب من السكة الحديدية. هذه الفاجعة الأليمة أحدثت صدمة كبيرة بين الأهالي الذين لم يتوقعوا أن يشهد حيهم مثل هذا المشهد المروع الذي أودى بحياة طفل بريء في مقتبل العمر.
الظروف التي أحاطت بالحادثة لا تزال غامضة وتخضع للتحقيقات الدقيقة من طرف الجهات المعنية، لكن المعلومات الأولية تشير إلى أن سائق القطار فوجئ بوجود الطفل على مقربة شديدة من السكة الحديدية دون أن يتمكن من إيقاف القطار في الوقت المناسب بسبب سرعة الحركة والمسافة القصيرة التي فصلت بينهما. هذه اللحظات القاتلة حرمت الطفل من حياته وتركت عائلته في حالة من الحزن الشديد والصدمة التي لا توصف.
هذا الحادث المفجع أعاد طرح التساؤلات الجادة حول مدى توفر وسائل الحماية والمراقبة اللازمة بالقرب من السكك الحديدية التي تشق طريقها عبر الأحياء السكنية المأهولة. غياب الحواجز الواقية أو الأسوار الكافية يعرض حياة الأطفال والسكان بشكل عام لمخاطر جسيمة قد تتكرر في أي وقت إذا لم تتخذ التدابير الاحترازية الضرورية لمنع وقوع كوارث مماثلة.
بمجرد تلقي البلاغ عن الحادث المؤسف، تحركت السلطات المحلية بسرعة نحو موقع المأساة برفقة عناصر الأمن الوطني وفرق الوقاية المدنية الذين عملوا على تأمين المحيط بالكامل ومنع الفضوليين من الاقتراب من مسرح الحادث. السلطات المختصة باشرت فورا فتح تحقيق شامل تحت إشراف النيابة العامة بهدف الوقوف على كافة تفاصيل وملابسات هذه الفاجعة المروعة وتحديد المسؤوليات القانونية المترتبة عنها.
جثمان الطفل الضحية تم نقله إلى مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي باليوسفية وفقا للإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الحالات، حيث سيخضع للفحوصات الطبية اللازمة قبل تسليمه لذويه لمواراته الثرى. العائلة التي فقدت فلذة كبدها في هذا الحادث المفجع تعيش لحظات من الألم الشديد والحسرة على مصير طفلها الذي لم يمهله القدر ليكمل سنته الثالثة من العمر.
في أعقاب هذه المأساة المروعة، ارتفعت أصوات السكان المحليين مطالبة بضرورة التدخل العاجل لوضع تدابير وقائية فعالة تحول دون تكرار مثل هذه الحوادث المميتة مستقبلا. الأهالي يطالبون بتركيب حواجز حديدية أو أسوار واقية على طول الخط الحديدي الذي يمر بالمناطق السكنية، بالإضافة إلى وضع لافتات تحذيرية واضحة وتكثيف الحملات التوعوية الموجهة للأطفال والعائلات حول مخاطر الاقتراب من السكك الحديدية.










