نجح شعيب بلعروش، حارس مرمى المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم لأقل من 17 سنة، في التتويج بجائزة أفضل حارس في البطولة الإفريقية التي استضافتها المملكة المغربية خلال الفترة الممتدة من 30 مارس إلى 19 أبريل 2025، ليؤكد موهبته الاستثنائية في حراسة المرمى.
أثبت شعيب بلعروش، نجم أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، أنه يمتلك مؤهلات عالية ومستقبلاً واعداً في عالم حراسة المرمى، حيث كان له دور محوري في قيادة المنتخب المغربي للظفر باللقب القاري الأول من نوعه في تاريخ الكرة المغربية لهذه الفئة العمرية.
يعود الفضل الكبير في تتويج المنتخب المغربي بطلاً لإفريقيا إلى الدور البارز الذي لعبه بلعروش، خاصة في المباريات الحاسمة من البطولة. فقد تألق بشكل لافت خلال مباراة نصف النهائي أمام كوت ديفوار عندما تصدى لثلاث ركلات ترجيحية، كما كرر تألقه في المباراة النهائية أمام مالي بتصديه لركلتين ترجيحيتين حاسمتين. وقد توج بجائزة أفضل لاعب في المباراتين، مما أهله للحصول على جائزة أفضل حارس في البطولة من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم “الكاف”.
ولد شعيب بلعروش في العاشر من فبراير 2008 بمدينة الدار البيضاء، ويواصل مسيرته التكوينية في أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي التحق بها قبل خمس سنوات. وينحدر بلعروش من عائلة رياضية، فهو شقيق علاء بلعروش، حارس مرمى نادي ستراسبورغ الفرنسي، الذي سبق له قيادة المنتخب المغربي الأولمبي للتتويج ببطولة إفريقيا سنة 2023 التي أقيمت في المغرب.
صرح شعيب بلعروش أنه يستمد قوته وإلهامه من شقيقه الأكبر علاء، الذي ظل يتواصل معه باستمرار طوال فترة البطولة لتشجيعه وتقديم النصائح له. وأشار الحارس الشاب إلى أنه يتدرب بشكل مكثف على التصدي لركلات الترجيح في أكاديمية محمد السادس، وأرجع الفضل في تألقه الحالي إلى جهود مدربيه في الأكاديمية.
تميز بلعروش خلال البطولة بأداء استثنائي، حيث كان الحارس الوحيد الذي لم تهتز شباكه في دور المجموعات، مما أهله للاختيار ضمن التشكيلة المثالية لهذا الدور من قبل الاتحاد الإفريقي. ولم يستقبل سوى هدف واحد طوال المباريات الأربع الأولى من البطولة، مما يعكس مستواه العالي وقدراته الدفاعية المميزة.
أشاد الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بالمستوى الاستثنائي للحارس المغربي، ووصفه في موقعه الرسمي بـ”البطل”، حيث كتب: “ليس كل الأبطال يرتدون عباءة، هناك بطل يرتدي قفازتين، إنه شعيب بلعروش، حارس مرمى المنتخب المغربي”. وأضاف الكاف في تقريره: “تعد بطولة تحت 17 عاماً أكثر من مجرد بطولة للشباب، بل هي منصة استعراضية ومنصة انطلاق، وفي هذا السياق، يتألق حراس المرمى، ومن أبرزهم المغربي شعيب بلعروش”.
وصف الاتحاد الإفريقي بلعروش بأسلوبه الهادئ والرصين في الحراسة، مشيراً إلى أنه “ليس مُلفتاً للنظر، ولكنه يتميز بموثوقية مُلفتة، ويُنظر إليه بالفعل كحارس مرمى أساسي في المستقبل”، مما يعكس توقعات كبيرة بمستقبل مشرق لهذا الحارس الشاب في عالم كرة القدم.
يأتي هذا الإنجاز الفردي ليضاف إلى سلسلة النجاحات التي تحققها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم في تكوين المواهب المغربية الشابة وإعدادها للمنافسة على الساحتين القارية والدولية، مما يبشر بجيل واعد من الحراس المغاربة في المستقبل القريب.