فتح الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو، الحائز على الكرة الذهبية خمس مرات، قلبه في حديث صريح حول اقتراب موعد وداع الملاعب، مؤكدا أن اللحظة الفاصلة في حياته المهنية باتت قريبة جدا. هذا التصريح جاء خلال لقاء تلفزيوني مع برنامج “بيرس مورغان أنسنسورد”، حيث تطرق نجم النصر السعودي إلى تفاصيل حميمية حول نهاية رحلته الكروية الاستثنائية.
في حوار مفعم بالصدق والشفافية، تناول اللاعب البالغ من العمر 40 عاما، والذي نجح في هز الشباك 952 مرة طوال مسيرته الطويلة، مشاعره تجاه هذه المرحلة الحاسمة. عندما وجه إليه السؤال حول التوقيت المحدد لتعليق حذائه الكروي، أجاب رونالدو بوضوح أن اللحظة آتية لا محالة، رغم أن عقده الحالي مع النصر يمتد حتى عام 2027.
أبدى الدون البرتغالي استعداده النفسي لهذه الخطوة المصيرية، لكنه لم يخف الجانب العاطفي الثقيل الذي سيرافق هذا القرار. اعترف رونالدو بأن الوداع سيكون محملا بالمشاعر الجياشة، وربما تنهمر دموعه عندما يحين الوقت الفعلي للرحيل عن عالم المستديرة الذي كرس له حياته كلها. هذه الصراحة النادرة تكشف عن الجانب الإنساني لنجم طالما ارتبط اسمه بالقوة والصلابة.
ما يميز تصريحات رونالدو هو إشارته إلى أنه بدأ التحضير لمرحلة ما بعد الاعتزال منذ سنوات طويلة، تحديدا عندما كان في منتصف العشرينات من عمره. هذا التخطيط المبكر يعكس عمق وعيه بحتمية النهاية ورغبته في بناء حياة متكاملة خارج حدود الملاعب الخضراء. أكد النجم البرتغالي أن هذا الاستعداد الطويل سيساعده على تحمل الضغوط النفسية المصاحبة لقرار الاعتزال.
عبر صاحب الأرقام القياسية عن قناعته بقدرته على التكيف مع الحياة الجديدة، مشيرا إلى رغبته العميقة في تكريس المزيد من الوقت لعائلته وممارسة اهتماماته البعيدة عن أجواء المنافسات الرياضية. رغم إدراكه أن شيئا لن يضاهي الإحساس المذهل بتسجيل الأهداف واندفاع الأدرينالين المصاحب لذلك، إلا أنه واثق من وجود مصادر أخرى للسعادة والإشباع.
تحدث رونالدو بشغف عن خططه المستقبلية التي تتمحور حول قضاء أوقات أكثر جودة مع أفراد أسرته، خاصة في تربية أطفاله ومتابعة نموهم. أعرب عن اهتمامه الخاص بمراقبة ابنه كريستيانو جونيور الذي يمر بمرحلة عمرية حساسة يحتاج فيها إلى التوجيه والإرشاد، معترفا بأنه كان يفعل أشياء مشابهة في ذلك السن. كما لفت الانتباه إلى حب ابنه ماتيو لكرة القدم ورغبته في تشجيعه ودعمه.
خارج نطاق كرة القدم، كشف رونالدو عن شغفه المتنامي برياضة البادل التي يمارسها برفقة أصدقائه المقربين، مؤكدا أنهم أصبحوا بارعين فيها. هذا الاهتمام بنشاطات ترفيهية جديدة يعكس رغبته في استكشاف أبعاد مختلفة من الحياة بعيدا عن الأضواء والمنافسات الكروية الشرسة.
بدأت رحلة رونالدو الكروية في أكاديمية Sporting، قبل أن ينتقل إلى مانشستر يونايتد الإنكليزي حيث صنع اسمه العالمي. ثم انتقل إلى ريال مدريد الإسباني حيث حقق أعظم إنجازاته وسجل أرقاما قياسية تاريخية، قبل أن يخوض تجربة يوفنتوس الإيطالي. عاد بعدها إلى مانشستر يونايتد لفترة قصيرة قبل أن يقرر خوض مغامرته الحالية مع النصر السعودي عام 2022.
رغم بعده عن الدوري الإنجليزي، لا يزال رونالدو يتابع عن كثب أخبار مانشستر يونايتد نظرا لعلاقته بالمدرب الحالي روبن أموريم، زميله السابق في المنتخب البرتغالي. لكن قائد المنتخب البرتغالي وجه رسالة صريحة لجماهير الشياطين الحمر بضرورة التحلي بالواقعية وعدم انتظار معجزات من أموريم الذي يواجه صعوبات في أولد ترافورد منذ توليه المسؤولية قبل عام.
دافع رونالدو عن مواطنه، مؤكدا أنه يبذل كل ما في وسعه لكن المعجزات أمر مستحيل في الظروف الراهنة. أشار إلى أن الفريق يضم لاعبين موهوبين، لكن بعضهم لا يدرك حقيقة ما يمثله ارتداء قميص مانشستر يونايتد. رغم حبه العميق للنادي الذي لا يزال يحتل مكانة خاصة في قلبه، دعا رونالدو الجميع إلى المصارحة والاعتراف بأن النادي يسير في طريق خاطئ يستدعي تغييرات جذرية تتجاوز مجرد تبديل المدربين أو اللاعبين.










