نجحت عناصر الدرك الملكي التابعة لسرية بوزنيقة في توجيه ضربة قوية لشبكات تهريب المخدرات، بعد أن تمكنت من إحباط محاولة تهريب ضخمة لحوالي 3 أطنان من المواد المخدرة والتبغ المهرب. جاءت هذه العملية النوعية تحت الإشراف المباشر لقائد السرية، وتميزت بدقة التخطيط واليقظة الأمنية التي أظهرها رجال الدرك خلال مراقبة الطريق السيار الرابط بين الرباط وبوزنيقة.
استندت العملية إلى عمل استخباراتي دقيق ومتابعة ميدانية محكمة استمرت لفترة، حيث رصدت عناصر الدرك الملكي تحركات مشبوهة لسيارة كبيرة الحجم من نوع صطافيط تسير على الطريق السيار. أثارت طريقة قيادة المركبة وسلوك من بداخلها شكوك الأمن، ما دفعهم إلى تتبعها عن كثب قبل اتخاذ قرار التدخل في اللحظة المناسبة.
عند توقيف السيارة وفحصها، اكتشفت العناصر الأمنية أنها تحمل لوحات ترقيم مزورة، في محاولة واضحة لإخفاء هويتها الحقيقية. لم يكتف المهربون بذلك فحسب، بل كانوا يحملون معهم مجموعة من اللوحات الإضافية المزيفة التي كانوا ينوون استخدامها لتغيير هوية المركبة عند كل نقطة تفتيش يمرون بها، في مخطط إجرامي محكم يهدف إلى تضليل الأجهزة الأمنية وإفلات الشحنة من الرقابة.
بفضل يقظة وخبرة رجال الدرك الملكي، انهار المخطط الإجرامي بالكامل، حيث تم ضبط الشحنة الضخمة التي بلغ وزنها قرابة 3 أطنان. تضمنت المحجوزات كميات كبيرة من القنب الهندي، إضافة إلى مخدر الشيرا المصنع، وكميات معتبرة من التبغ المهرب. تعد هذه الكمية من بين أكبر الشحنات التي تم ضبطها في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، ما يعكس حجم النشاط الإجرامي الذي تسعى الشبكات لممارسته.
تمثل هذه العملية الأمنية الناجحة رسالة واضحة من الدرك الملكي بأن الطرق المغربية، وخاصة الطرق السيارة، باتت تحت مراقبة دائمة ومشددة. لم تعد محاولات التهريب والتحايل على القانون تجد مساحة للمناورة أمام الاستراتيجية الأمنية المحكمة التي تنتهجها المصالح الأمنية في مكافحة الجريمة المنظمة بمختلف أشكالها.
تعكس الضربة القوية التي وجهها الدرك الملكي لهذه الشبكة مستوى التنسيق العالي والاحترافية في العمل الأمني، حيث لم تكن العملية وليدة الصدفة، بل نتاج ترصد مستمر وجمع للمعلومات وتحليل دقيق للتحركات المشبوهة. هذا النهج الاستباقي أثبت فعاليته في تفكيك المخططات الإجرامية قبل أن تصل إلى أهدافها، ما يحول دون تسرب هذه الكميات الهائلة من المخدرات إلى الأسواق وإلحاق الضرر بالمجتمع.
يشكل نجاح هذه العملية إضافة نوعية إلى سلسلة الإنجازات الأمنية التي يحققها الدرك الملكي في محاربة شبكات التهريب والاتجار بالمخدرات. كما يؤكد التزام الأجهزة الأمنية بحماية المجتمع من آفة المخدرات التي تهدد أمنه واستقراره، وعزمها على مواصلة الحرب الشاملة ضد كل أشكال الجريمة المنظمة التي تستهدف سلامة المواطنين وأمن الوطن.
تبقى هذه العملية دليلا على أن الحزم والمهنية في العمل الأمني هما السلاح الأمثل لمواجهة محاولات التهريب مهما بلغت درجة تعقيدها أو حجم الإمكانيات التي يستخدمها المجرمون لتمويه أنشطتهم غير المشروعة.










