شهدت الإكوادور يوم الأحد تصاعداً خطيراً في موجة العنف التي تجتاح البلاد عندما وقع هجومان مسلحان راح ضحيتهما 14 شخصاً على الأقل في منطقة ساحلية تشهد صراعاً محتدماً بين عصابات المخدرات المتنافسة على السيطرة والنفوذ. هذه الأحداث المأساوية تعكس الوضع الأمني المتدهور في البلد الذي أصبح مسرحاً لأعمال عنف متزايدة.
الهجوم الأول وقع أمام متجر لبيع المشروبات الكحولية في منطقة لا غواياس القريبة من مدينة إل إمبالمي في جنوب غربي الإكوادور. أوسكار فالنسيا رئيس الشرطة في المدينة أكد أن الحصيلة الأولى بلغت 12 قتيلاً وثلاثة جرحى، مما يعكس الطبيعة الوحشية للهجوم الذي استهدف مدنيين عُزلاً.
الهجوم الثاني نفذه نفس المهاجمين بالقرب من موقع العملية الأولى، حيث أطلقوا النار على مجموعة ثانية من المدنيين مما أسفر عن مقتل شخصين إضافيين. هذا التصعيد في العنف يظهر مدى الجرأة التي وصلت إليها هذه الجماعات الإجرامية في تنفيذ عملياتها دون اعتبار لأرواح الأبرياء.
تفاصيل الهجوم تكشف عن مستوى التخطيط والتنظيم الذي تتمتع به هذه الجماعات الإجرامية. المهاجمون استخدموا شاحنتين صغيرتين في تنفيذ عمليتهما، وكانوا مسلحين بمسدسات وبنادق متنوعة استخدموها في إطلاق النار بشكل عشوائي على المدنيين المتجمعين خارج المتجر.
رئيس الشرطة المحلي وصف الهجوم بأن المسلحين أطلقوا النار في جميع الاتجاهات، مما يؤكد الطبيعة العشوائية والوحشية للعملية التي لم تميز بين الأهداف. هذا النوع من الهجمات يعكس استراتيجية الرعب التي تتبعها عصابات المخدرات لفرض سيطرتها على المناطق المختلفة.
الإكوادور تواجه أزمة أمنية خطيرة تجعلها من بين البلدان التي تسجل أعلى معدلات العنف في منطقة أمريكا اللاتينية. معدل جرائم القتل في البلاد وصل إلى 38 حالة لكل 100 ألف نسمة خلال عام 2024، وهو رقم مرتفع جداً يضع الإكوادور في مقدمة البلدان الأكثر عنفاً في المنطقة.
الأرقام الرسمية للأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 تكشف عن تفاقم الوضع، حيث شهدت البلاد 4051 عملية قتل خلال هذه الفترة القصيرة. هذا المعدل المرتفع من العنف يشير إلى تصاعد الصراع بين العصابات المختلفة وتزايد تأثيرها على الحياة اليومية للمواطنين العاديين.
الموقع الجغرافي الاستراتيجي للإكوادور يلعب دوراً محورياً في تحويل البلاد إلى ساحة للصراعات المرتبطة بتجارة المخدرات. البلد يقع بين كولومبيا والبيرو، اللتين تعتبران أكبر منتجين للكوكايين في العالم، مما يجعل الإكوادور معبراً حيوياً لتهريب هذه المواد المخدرة.
المرافئ الإكوادورية على المحيط الهادئ تمثل نقاط استراتيجية مهمة لشحن المخدرات إلى الأسواق العالمية، خاصة الولايات المتحدة وأوروبا. هذا الموقع الاستراتيجي جعل السيطرة على هذه المرافئ وطرق التهريب محل صراع شديد بين العصابات المختلفة.
الأرقام الرسمية تشير إلى أن 73 في المائة من الكوكايين المنتج في العالم يمر عبر الإكوادور، مما يؤكد الأهمية الاستراتيجية للبلاد في شبكة تجارة المخدرات العالمية. هذا الحجم الهائل من المخدرات العابرة للبلاد يجلب معه مستويات عالية من العنف والفساد.
الرئيس الإكوادوري دانيال نوبوا أعلن التزامه بمواجهة هذا التحدي الأمني الخطير خلال خطاب القسم لولايته الثانية في مايو الماضي. نوبوا تعهد بإنقاذ بلده من سيطرة ما وصفها بمافيات الاتجار بالمخدرات التي تهيمن على مناطق واسعة من البلاد.
