شهد شاطئ سلا مأساة جديدة صباح اليوم الثلاثاء عندما ألقت الأمواج بجثة طفل في الثالثة عشرة من عمره على الرمال، بعد أن ظل مفقوداً لمدة يومين كاملين منذ لحظة اختفائه أثناء ممارسة السباحة.
الضحية الصغير كان قد توجه للسباحة في المياه العميقة حوالي الساعة الخامسة من مساء الأحد الماضي، قبل أن يفقد أثره تماماً عن أعين الرقباء والمتواجدين بالمكان. اللحظات الأولى لاكتشاف غيابه أثارت حالة طوارئ حقيقية في المنطقة، حيث انتشر الخبر بسرعة بين رواد الشاطئ الذين بدؤوا عمليات بحث عفوية عن الطفل المفقود.
حالة الطفل الصحية أضافت بعداً إضافياً للقلق، حيث كان يعاني من مرض السكري، وهو ما ضاعف من مخاوف أسرته التي أدركت خطورة الموقف منذ اللحظات الأولى لاختفائه. العائلة لم تتردد في طلب المساعدة من المواطنين والجهات المختصة، مطلقة نداءات استغاثة واسعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المحلية.
استجابت السلطات المحلية بسرعة للبلاغ، حيث حركت فرق الوقاية المدنية وعناصر أخرى مختصة في عمليات الإنقاذ البحري. عمليات البحث امتدت على مدى يومين متتاليين، شملت تمشيط المنطقة البحرية والشاطئية بحثاً عن أي أثر للطفل المفقود، مع استخدام مختلف الوسائل المتاحة للعثور عليه.
المحيط الأطلسي أعاد الطفل إلى الشاطئ في موقع قريب من المكان الذي شوهد فيه آخر مرة، مما أنهى أياماً من القلق والترقب للعائلة. هذا الاكتشاف المؤلم وضع حداً لآمال الأسرة في العثور على ابنها سالماً، وحول البحث من مهمة إنقاذ إلى عملية استرداد.
الحادث يعيد إلى الواجهة النقاش المتكرر حول مستوى الأمان في الشواطئ المغربية، خاصة تلك التي تفتقر للمراقبة المستمرة من قبل رجال الإنقاذ المتخصصين. شاطئ سلا، مثل العديد من الشواطئ الأخرى، يستقبل أعداداً كبيرة من الزوار خاصة خلال فصل الصيف، دون أن تتوفر دائماً الضمانات الكافية لسلامة المصطافين
خبراء السلامة البحرية يؤكدون أن مثل هذه الحوادث يمكن تجنبها من خلال تطبيق إجراءات وقائية صارمة، تشمل وضع أبراج مراقبة مجهزة برجال إنقاذ مدربين، وتركيب أنظمة إنذار مبكر، وتوفير معدات الإنقاذ الضرورية. كما يشددون على أهمية التوعية بمخاطر السباحة في المناطق العميقة أو غير المحمية.
هذه المأساة تذكر العائلات بضرورة توخي الحذر الشديد عند اصطحاب الأطفال للشواطئ. الرقابة الأبوية المستمرة والتأكد من قدرات السباحة للأطفال قبل السماح لهم بدخول المياه العميقة تبقى الضمانة الأولى لتجنب مثل هذه النهايات المأساوية.