شهدت مدينة طنجة حادثة مأساوية مساء الثلاثاء الماضي، دفعت السلطات القضائية إلى فتح تحقيق شامل لكشف ملابسات وفاة شخص أثناء عملية توقيف أمنية. هذه القضية الحساسة تخضع حالياً لمتابعة دقيقة من قبل المصالح المختصة للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف بالمدينة.
بدأت الأحداث عندما لاحظ أحد مفوضي الشرطة سلوكاً غريباً لشخص متواجد بالمحطة الطرقية للمدينة. الرجل، الذي يحمل سوابق قضائية، أثار انتباه رجال الأمن بتصرفاته المريبة وحالته غير الطبيعية. عند طلب السلطات منه تقديم أوراق الهوية، قدم وثائق تحمل اسم شخص آخر، مما عزز الشكوك حول هويته الحقيقية ونواياه.
واجه الرجل طلبات التحقق من هويته بمقاومة شديدة، رافضاً التعاون مع رجال الأمن. تصاعدت الأمور بسرعة عندما حاول الهروب من المكان، مما اضطر رجل الشرطة إلى ملاحقته لمنع فراره. انتهت محاولة الهروب بسقوط الرجل على الأرض بعد مطاردة قصيرة، حيث تمكن الشرطي من إيقافه.
في لحظة يبدو أنها كانت محاولة لإخفاء الأدلة، أقدم الرجل على ابتلاع كيس بلاستيكي يحتوي على ما يُشتبه بأنه جرعات من مواد مخدرة. هذا التصرف المتهور أثار قلق رجال الأمن الذين أدركوا خطورة الموقف على الفور. تم حجز المواد المتبقية من أجل إخضاعها لفحوصات مخبرية دقيقة لتحديد طبيعتها الكيميائية الحقيقية.
تدهورت حالة الرجل الصحية بشكل مفاجئ وسريع عقب ابتلاع الكيس المشتبه به. أظهر علامات اضطراب شديد وأعراضاً مقلقة دفعت رجال الأمن إلى نقله فوراً إلى أقرب مستشفى لتلقي العناية الطبية العاجلة. رغم جهود الطاقم الطبي المكثفة لإنقاذ حياته، إلا أن حالته استمرت في التدهور حتى أعلن الأطباء وفاته.
أمرت السلطات القضائية بالاحتفاظ بجثة المتوفى تمهيداً لإجراء تشريح طبي شامل يهدف إلى تحديد الأسباب الدقيقة للوفاة. هذا الفحص الطبي القانوني سيلعب دوراً محورياً في كشف الحقائق وتحديد ما إذا كانت الوفاة ناتجة عن تأثير المواد المبتلعة أم عوامل أخرى.
تتميز هذه القضية بتوفر دليل تقني مهم، حيث وثقت الكاميرا المثبتة على صدر الشرطي جميع تفاصيل التدخل الأمني. هذه التسجيلات المرئية تقدم رواية موضوعية للأحداث وستخضع لتحليل دقيق من قبل المحققين. بالإضافة إلى ذلك، تقوم السلطات بالاستماع إلى شهادات المواطنين الذين شهدوا الحادثة لجمع أكبر قدر من المعلومات.
تسلط هذه الواقعة الضوء على التحديات التي تواجه قوات الأمن في تعاملها مع الأشخاص المشتبه بهم، خاصة عندما يحملون مواد مخدرة. كما تؤكد على أهمية الالتزام بالبروتوكولات الأمنية واستخدام وسائل المراقبة الحديثة لضمان الشفافية في العمليات الأمنية.