واجه جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، خلال زيارته الخاصة لمنطقة أكادير نهاية الأسبوع الماضي، عندما علق في الازدحام المروري الخانق الذي يشهده الطريق الساحلي الرابط بين أكادير وتغازوت. هذه الحادثة أعادت تسليط الضوء بقوة على المشاكل المرورية المزمنة التي تعاني منها هذه المنطقة السياحية الحيوية.
تشير المصادر المحلية المطلعة إلى أن رئيس أكبر مؤسسة كروية عالمية اضطر للانتظار لساعات طويلة وسط زحام مروري شديد أثناء محاولته العودة إلى مقر إقامته في منتجع تغازوت باي الفاخر. الرحلة التي كان من المفترض أن تستغرق دقائق معدودة تحولت إلى رحلة مضنية امتدت لحوالي ساعتين كاملتين.
كان إنفانتينو يقضي عطلة خاصة برفقة عائلته في المنطقة، لكن تجربته مع الازدحام المروري كشفت عن واقع مؤلم يعيشه السكان المحليون والزوار يومياً. الطريق الساحلي الذي يربط بين أكادير وتغازوت يشهد اختناقات مرورية حادة، خاصة خلال فترات المساء وعطلات نهاية الأسبوع، عندما يتزايد تدفق المسافرين والسياح.
هذه المشكلة المرورية ليست جديدة، بل تتكرر بانتظام مع كل موسم صيفي، مما يثير استياء السكان والزوار على حد سواء. الازدحام يؤثر سلباً على تجربة السياح ويقلل من جاذبية المنطقة كوجهة سياحية متميزة، رغم ما تتمتع به من مقومات طبيعية وفندقية استثنائية.
تكمن أهمية هذا الطريق في كونه شريان حيوي يربط بين عدة نقاط استراتيجية مهمة. فهو يصل أكادير بالصويرة من جهة، ويربط المدينة بالشواطئ الخلابة الواقعة شمالها من جهة أخرى. كما يعتبر المسار الرئيسي للوصول إلى منتجع تغازوت باي الذي يضم مجموعة من أرقى الفنادق والمنتجعات السياحية في المنطقة.
الأهمية الاستراتيجية لهذا الطريق تزداد في ضوء الأحداث الرياضية الكبرى المقررة في المغرب مستقبلاً. الطريق يربط المنطقة بملعب أدرار الذي سيلعب دوراً محورياً خلال بطولة أمم أفريقيا المقبلة وصولاً إلى كأس العالم 2030 التي ستستضيفها المملكة بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال.
تجربة رئيس الفيفا مع الازدحام تطرح تساؤلات جدية حول جاهزية البنية التحتية لاستقبال الأحداث الرياضية الكبرى. إذا كان رئيس أهم مؤسسة كروية عالمية يواجه مثل هذه المشاكل، فكيف ستكون تجربة آلاف المشجعين والزوار الذين سيتوافدون على المنطقة خلال البطولات القادمة؟
يطالب السكان المحليون منذ سنوات بإيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة، سواء من خلال توسيع الطريق الحالي أو إنشاء طرق بديلة تخفف من الضغط على هذا المسار الحيوي. هذه المطالب تكتسب الآن أهمية أكبر في ضوء الأحداث الأخيرة والتطلعات المستقبلية للمنطقة.
الحلول المطروحة تتنوع بين إنشاء طريق ساحلي بديل يوازي الطريق الحالي، أو تطوير شبكة طرق داخلية تسمح بتوزيع أفضل لحركة المرور. كما يمكن النظر في حلول النقل العام المتطورة التي تقلل من الاعتماد على السيارات الخاصة.
الضغط على السلطات المحلية يتزايد للتحرك بسرعة لحل هذه الأزمة، خاصة مع اقتراب موعد الأحداث الرياضية الكبرى. المطلوب ليس فقط حلول مؤقتة، بل استراتيجية شاملة تضمن تطوير البنية التحتية بما يتناسب مع طموحات المنطقة السياحية والرياضية.