يقف النجم المغربي أشرف حكيمي على أعتاب لحظة تاريخية في مسيرته الكروية، حيث يستعد لخوض نهائي دوري أبطال أوروبا مع باريس سان جيرمان الفرنسي ضد إنتر ميلان الإيطالي. المواجهة المرتقبة ستقام يوم السبت على ملعب أليانز أرينا في العاصمة البافارية ميونخ، وتحمل في طياتها أبعاداً عاطفية خاصة للظهير المغربي.
تكتسب هذه المباراة طابعاً خاصاً بالنسبة لحكيمي، الذي انتقل من إنتر ميلان إلى باريس سان جيرمان في صيف 2021 بعد فترة ناجحة قضاها في الدوري الإيطالي. خلال تلك الفترة، تمكن اللاعب المغربي من تحقيق لقبين محليين مع النادي الإيطالي، مما ترك أثراً عميقاً في ذاكرته الكروية.
في حديث صريح أجراه مع محطة فرانس 2 مساء الخميس، كشف حكيمي عن مشاعره المختلطة تجاه هذه المواجهة الاستثنائية. أكد النجم المغربي أن إنتر ميلان سيبقى محفوراً في قلبه إلى الأبد، لكنه في الوقت نفسه مصمم على بذل كل ما في وسعه لتحقيق الفوز مع ناديه الحالي باريس سان جيرمان.
وصف حكيمي انتقاله إلى إنتر ميلان بأنه كان خطوة محورية في مسيرته المهنية، حيث قضى عاماً رائعاً في مدينة ميلانو وكوّن صداقات عديدة لا تزال مستمرة حتى اليوم. هذه التجربة الثرية في الدوري الإيطالي ساهمت بشكل كبير في تطوير قدراته الفنية والتكتيكية.
شهد الموسم الحالي تألقاً استثنائياً لحكيمي تحت إشراف المدرب الإسباني لويس إنريكي، حيث وصل اللاعب المغربي إلى مستويات أداء متقدمة لم يسبق له تحقيقها من قبل. تجلى هذا التطور في الأرقام الإحصائية المبهرة التي سجلها خلال الموسم، حيث تمكن من تسجيل ثمانية أهداف وتقديم أربع عشرة تمريرة حاسمة في جميع المسابقات.
تعكس هذه الإحصائيات المتوازنة القدرة الفريدة لحكيمي على المساهمة بفعالية في الجانبين الهجومي والدفاعي، مما يجعله واحداً من أكثر المدافعين تأثيراً في الكرة الأوروبية. هذا التنوع في الأداء يبرز مرونته التكتيكية وقدرته على التكيف مع متطلبات اللعب الحديث.
أعرب حكيمي عن امتنانه العميق للمدرب لويس إنريكي، مؤكداً أن الفني الإسباني نجح في الوصول به إلى مستويات لم يكن يتوقع تحقيقها. هذا التقدير المتبادل بين اللاعب والمدرب يعكس العلاقة الإيجابية التي تربطهما والتي انعكست بوضوح على أداء الفريق ككل.
يواجه باريس سان جيرمان تحدياً كبيراً في سعيه لتحقيق حلم طال انتظاره، وهو الفوز بأول لقب في تاريخ النادي بدوري أبطال أوروبا. هذا الهدف التاريخي يضع ضغطاً إضافياً على جميع لاعبي الفريق، وخاصة على حكيمي الذي يُعتبر عنصراً أساسياً في التشكيلة.
تحمل هذه المباراة ذكريات مؤلمة للنادي الفرنسي، الذي خسر نهائي عام 2020 أمام بايرن ميونخ بهدف نظيف على نفس الملعب. تلك الهزيمة تركت أثراً عميقاً في تاريخ النادي، مما يجعل فرصة الثأر والتتويج أكثر أهمية وإلحاحاً.
ستكون مساهمة حكيمي في هذا النهائي حاسمة لطموحات باريس سان جيرمان، خاصة وأن قدراته الهجومية والدفاعية قد تصنع الفارق في مباراة بهذا المستوى. خبرته مع إنتر ميلان ومعرفته العميقة بأسلوب لعب الفريق الإيطالي قد تمنح باريس ميزة تكتيكية مهمة.
يدرك حكيمي أن هذا النهائي قد يكون نقطة تحول في مسيرته المهنية، حيث يسعى لإضافة لقب دوري الأبطال إلى مجموعة إنجازاته الكروية. النجاح في هذه المهمة سيضعه في مصاف النجوم العالميين الذين تركوا بصمتهم في أعرق البطولات الأوروبية.
تبقى المواجهة مفتوحة على جميع الاحتمالات، لكن حكيمي يدخلها بثقة عالية ومستوى فني متميز، مما يجعله أحد أبرز اللاعبين الذين ستتوجه إليهم الأنظار في هذا الحدث الكروي الاستثنائي.
