في عرض لا يُنسى من القوة، والذكاء التكتيكي، والسيطرة المطلقة، تُوج المقاتل الشيشاني-الإماراتي حمزة شيماييف بلقب بطل العالم في وزن المتوسط، بعد فوزه الساحق على الجنوب إفريقي دريكوس دو بليسيس، في النزال الرئيسي لبطولة UFC 319، التي أُقيمت في مدينة شيكاغو الأمريكية. لم يكن الانتصار مجرد نتيجة، بل كان إعلان هيمنة، وتأكيد على تفوق مطلق على مدار خمس جولات حُسمت كل واحدة بوضوح لصالح شيماييف.
دخل شيماييف، صاحب السجل الخالي من الهزائم، إلى القفص بثقة لا تهتز، وفرض إيقاعه منذ الدقيقة الأولى. استخدم خليطاً من القوة البدنية، والسرعة، والذكاء التكتيكي، لفرض سيطرته على دو بليسيس، الذي دخل المباراة كمنافس شرس، لكنه خرج منه منهكاً، مُهاناً من ضغط لا هوادة فيه. على مدار 25 دقيقة، سجّل شيماييف 567 ضربة، منها 529 ضربة مباشرة على جسد منافسه، في رقم قياسي يُظهر مدى فعاليته الهجومية.

في المقابل، لم يتمكن دو بليسيس من ترك بصمته، حيث سجّل 68 ضربة فقط، 45 منها مباشرة، وهو ما يُظهر الفجوة الكبيرة في السيطرة والتحكم. لم يُسمح له بالتنفس، ولا بالانطلاق، فكل محاولة منه للهجوم كانت تُقطع بسرعة قياسية، سواء عبر الضربات القصيرة، أو من خلال السيطرة الأرضية التي فرضها شيماييف مراراً وتكراراً.
رغم ذلك، يُحسب لدو بليسيس (31 عاماً) أنه لم يستسلم أبداً. حتى في اللحظات الأخيرة، وعندما كانت النتيجة بعيدة عنه، حاول الخروج من القفص بكرامة، وشن هجوماً مكثفاً في الدقيقتين الأخيرتين من الجولة الخامسة، في لحظة أظهر فيها قلب المقاتل الحقيقي. لكن هذا التحرك، وإن أثار تفاعلاً من الجمهور، لم يكن كافياً لتغيير مسار النزال، الذي كان قد حُسم منذ الجولات الوسطى.
وُلد شيماييف في الشيشان، وبدأ رحلته في فنون القتال المختلطة أثناء إقامته في السويد، قبل أن ينتقل إلى أبوظبي، حيث تدرّب في “وينترز بارك” وانضم إلى صفوف الفرق الإماراتية، وقرر تمثيل الإمارات دولياً. هذا الانتصار ليس فقط تتويجاً لمسيرته، بل يُعدّ رسالة قوية إلى العالم بأن شيماييف ليس مجرد مقاتل، بل ظاهرة حقيقية تُعيد تعريف معنى السيطرة في القفص.
السيطرة التي أظهرها شيماييف على دو بليسيس، من الهواء إلى الأرض، من الضرب إلى التثبيت، جعلت من هذا النزال واحداً من أكثر العروض هيمنة في تاريخ وزن الوسط.