فجر النجم المغربي عمر الهلالي لاعب نادي إسبانيول الإسباني قضية شائكة تتعلق بالتمييز العنصري والصورة النمطية السلبية التي يواجهها المهاجرون في المجتمع الإسباني. كشف الهلالي البالغ من العمر 21 عاما والمولود في منطقة لوسبيتاليت دي يوبريغات بمدينة برشلونة عن تجربة مريرة عاشتها عائلته بسبب التحيز العنصري.
روى الهلالي في حديثه الصريح مع صحيفة موندو ديبورتيفو الإسبانية حادثة مؤلمة تعرضت لها والدته عندما زارت أحد المتاجر الكبرى مع حفيدها. تم توجيه اتهامات باطلة بالسرقة إليها دون أي مبرر منطقي سوى انتمائها للجالية المغربية. اضطر اللاعب الشاب للتدخل شخصيا لحل الموقف المحرج، وعندما اكتشف موظفو المتجر هوية نجل الضحية تغيرت معاملتهم بشكل جذري.
أعرب الهلالي عن استيائه الشديد من الممارسات التمييزية التي تطال المهاجرين المحترمين بسبب تصرفات أقلية لا تمثل الأغلبية العاملة. أكد أن معظم الوافدين من مختلف الجنسيات يأتون إلى إسبانيا بحثا عن فرص عمل شريفة لتحسين ظروفهم المعيشية، مثلما فعل والداه اللذان يعملان بكد واجتهاد لبناء مستقبل أفضل لأسرتهما.
وصف اللاعب المغربي معاناته اليومية مع النظرات المريبة والأحكام المسبقة التي يواجهها في الشوارع الإسبانية. أشار إلى أن كثيرين ينظرون إليه باعتباره شخصا مشبوها أو مجرما محتملا، خاصة عندما لا يعرفون هويته كلاعب كرة قدم محترف. هذه المعاملة المجحفة تعكس عمق المشكلة الاجتماعية المتعلقة بالصور النمطية السلبية عن المهاجرين.
دعا الهلالي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة ضد الأشخاص الذين يسيئون لسمعة الجاليات المهاجرة من خلال سلوكياتهم المنحرفة. اقترح ترحيل كل من يرفض الاندماج الإيجابي في المجتمع الإسباني ولا يسعى للعمل الشريف، معتبرا أن هؤلاء يلحقون الضرر بصورة المهاجرين المجتهدين ويزيدون من التوتر الاجتماعي.
تطرق النجم الشاب إلى قراره بتمثيل المنتخب المغربي رغم ولادته ونشأته في إسبانيا. أوضح أن هذا الاختيار جاء تقديرا لأصوله العربية واعتزازا بهوية والديه، رغم امتنانه العميق لإسبانيا التي منحته كل الفرص للنجاح في مجال كرة القدم. أكد أن والديه يشعران بفخر كبير بقراره تمثيل بلدهما الأصلي في المحافل الدولية.
حقق الهلالي إنجازات مميزة مع المنتخبات المغربية الشابة، حيث توج مع منتخب الشباب تحت 23 سنة بكأس أمم أفريقيا في العام الماضي. كما نال شرف الانضمام إلى قائمة المنتخب الوطني الأول تحت إشراف المدرب وليد الركراكي، ما يعكس تطور مستواه الفني والتقني بشكل مستمر.