أقر رئيس الحكومة عزيز أخنوش الثلاثاء 29 يوليو 2025 بالموافقة على مطلب وزير التعليم العالي عز الدين ميداوي بإعفاء محمد العربي كركب من منصبه كرئيس لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، في قرار يأتي استجابة للضجة الكبيرة التي أثارها حفل تخرج أثار جدلاً واسعاً.
يرتبط هذا القرار الحاسم بالأحداث التي شهدتها المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير قبل أقل من أسبوعين، حين تضمن حفل تخرج الطلبة فقرات فنية قدمها الفنان الشعبي عبد الله الداودي برفقة مجموعة من الشيخات، مما أدى إلى اندلاع موجة انتقادات حادة طالت الجامعة والوزارة المشرفة على قطاع التعليم العالي.
كشفت مصادر مطلعة أن الوزير حمّل رئيس الجامعة المسؤولية الكاملة عن هذا التجاوز الذي وصفه بغير المقبول، مؤكداً أن ما حدث ألحق ضرراً بالغاً بسمعة المؤسسة الجامعية وتعارض مع التقاليد والأعراف الأكاديمية المعمول بها في المؤسسات التعليمية العليا.
أثار الحفل الغنائي ردود فعل سلبية واسعة النطاق داخل الأوساط الجامعية، حيث انتشرت موجة من الانتقادات عبر منصات التواصل الاجتماعي وفي الأوساط الأكاديمية. اعتبر المنتقدون أن هذا النوع من العروض لا يتناسب مع قداسة الحرم الجامعي ويسيء إلى الصورة المؤسسية للجامعة كمعقل للعلم والمعرفة.
تركزت الانتقادات حول عدم ملاءمة هذا النوع من الفن الشعبي للبيئة الأكاديمية، خاصة في مناسبة رسمية مهمة مثل حفل تخرج الطلبة. اعتبر كثيرون أن اختيار هذا النوع من الترفيه في السياق الجامعي يتعارض مع الطابع الجدي والمحترم الذي يجب أن تحافظ عليه المؤسسات التعليمية العليا.
يعكس قرار الإعفاء حرص الحكومة على المحافظة على هيبة المؤسسات الجامعية وضمان احترام التقاليد الأكاديمية. كما يرسل رسالة واضحة حول ضرورة التزام قيادات الجامعات بالمعايير المؤسسية المناسبة عند تنظيم الفعاليات والأنشطة داخل الحرم الجامعي.
من المتوقع أن يكون لهذا القرار تأثير على طريقة تنظيم الفعاليات الجامعية مستقبلاً، حيث ستضطر إدارات الجامعات إلى توخي الحذر الشديد في اختيار محتوى الأنشطة والفعاليات التي تنظمها، مع ضرورة التأكد من انسجامها مع الطابع الأكاديمي والتعليمي للمؤسسة.