شهدت مدينة إيموزار حادثاً مأساوياً مساء الخميس 21 غشت الجاري، حيث فقد رجل شرطة حياته نتيجة اعتداء وحشي من طرف شخص يعاني من اضطرابات عقلية. تمكنت عناصر الأمن الوطني بمفوضية الشرطة من توقيف المعتدي البالغ من العمر 63 عاماً بعد ارتكابه هذه الجريمة الصادمة.
وقع الحادث المؤلم بينما كان الشرطي الضحية يؤدي مهامه الاعتيادية في تنظيم حركة المرور في إحدى الدوارات الطرقية بالمدينة. فاجأه المعتدي الذي يظهر عليه عدم الاستقرار النفسي والعقلي، وتعرض له بسلاح أبيض دون أي مبرر واضح أو استفزاز مسبق، مما تسبب في إصابات خطيرة أدت إلى وفاته فور وصوله إلى المستشفى.
تدخلت فرق الأمن بسرعة في موقع الحادث وتمكنت من اعتقال الجاني في نفس المكان، كما تم حجز السكين المستخدمة في هذا الاعتداء الإجرامي. الأبحاث الأولية كشفت أن المشتبه فيه يعيش في وضعية تشرد، وله سوابق في دخول مؤسسات الطب النفسي والعقلي، حيث كان آخر إيداع له في ديسمبر 2024.
فتحت مصالح الشرطة القضائية تحقيقاً شاملاً في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة المختصة للوقوف على جميع تفاصيل وخلفيات هذا الحادث المروع. السلطات تعمل على استجلاء كافة الظروف التي أحاطت بهذه الجريمة وتحديد المسؤوليات المحتملة في التعامل مع حالات الاضطراب العقلي في الشارع العام.
تقديراً لتضحية رجل الأمن الذي سقط شهيداً أثناء تأدية واجبه، أصدر المدير العام للأمن الوطني قراراً استثنائياً بترقية الضحية إلى رتبة ضابط بعد وفاته. هذا القرار يعكس التقدير العالي الذي توليه المؤسسة الأمنية لتضحيات منتسبيها في سبيل خدمة الوطن والمواطنين.
كما أعطى المدير العام تعليمات صارمة لمؤسسة محمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني والمصالح المركزية بالتكفل الكامل بمراسم الجنازة وتقديم كافة أشكال الدعم والمساعدة اللازمة لأسرة الضحية. هذه الإجراءات تأتي في إطار الحرص على كرامة الشهيد ومواساة عائلته في هذه المحنة الأليمة.