شهدت محافظة هوايجي في مدينة تشاوتشينغ بجنوب الصين كارثة طبيعية حقيقية خلال الأيام الماضية، حيث تعرضت المنطقة لأمطار طوفانية استثنائية أثرت بشكل مباشر على حياة ما يقارب ثلاثمئة ألف مواطن. اضطرت السلطات المحلية لاتخاذ إجراءات طارئة شملت نقل سبعين ألف شخص إلى مواقع إيواء آمنة.
تسببت مجموعة من العوامل الجوية المعقدة في هذه الكارثة الطبيعية، حيث التقى الإعصار ووتيب، الذي يعد أول إعصار مداري يضرب المنطقة هذا العام، مع منطقة ضغط جوي منخفض وهطول أمطار موسمية كثيفة. هذا التجمع النادر للظواهر الجوية خلق عاصفة مطرية مدمرة استمرت منذ نهاية الأسبوع الماضي.
ارتفعت مستويات المياه في الأنهار المحلية بشكل خطير، حيث سجلت إحدى المحطات الهيدرولوجية على نهر هوايجي ارتفاعا وصل إلى 55.22 مترا، متجاوزا بذلك خط الإنذار الأحمر بأكثر من خمسة أمتار. هذا الارتفاع الاستثنائي تسبب في غمر تسع عشرة بلدة عبر المحافظة، مما أدى لأضرار واسعة النطاق طالت البنية التحتية والمرافق الحيوية.
تأثرت القطاعات المختلفة بشدة جراء هذه الفيضانات، حيث تضررت السدود والجسور والطرق الرئيسية، بالإضافة إلى آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية. كما أصيب خمسة عشر شخصا بجروح متفاوتة الخطورة نتيجة الكارثة.
واجهت السلطات هذه الأزمة بحشد إمكانيات ضخمة للإنقاذ والإغاثة، حيث تم نشر أكثر من عشرة آلاف عنصر من فرق الطوارئ مدعومين بخمسمئة وحدة من المعدات المتخصصة. كما رفعت الحكومة المحلية حالة الطوارئ إلى أقصى درجاتها، وقررت تعليق جميع الأنشطة الحيوية شاملة التعليم والعمل والإنتاج والمواصلات والتجارة في كافة أنحاء المحافظة لضمان سلامة المواطنين.