شهد القطاع التقني المغربي تطوراً مهماً بإعلان شركتي اتصالات المغرب وإنوي عن تدشين مشروعين مشتركين طموحين يهدفان إلى إحداث نقلة نوعية في البنية التحتية للاتصالات في المملكة. هذه المبادرة الاستراتيجية تتمثل في إنشاء شركتين متخصصتين هما Uni Fiber وUni Tower اللتان ستعملان على تسريع انتشار تقنيات الاتصال المتقدمة.
تأتي هذه الخطوة المبتكرة في أعقاب الاتفاقية التي وقعتها الشركتان في السابع والعشرين من مارس الماضي، والتي حظيت بموافقة الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات من خلال قرار صدر في الثامن عشر من يونيو، مما يضفي الطابع الرسمي على هذا التعاون الاستراتيجي.
يسعى هذا التحالف إلى تحقيق أهداف طموحة في مجال توسيع نطاق الوصول إلى خدمات الإنترنت فائق السرعة عبر تقنيات متطورة. شركة Uni Fiber ستتولى مسؤولية بناء وتطوير البنية الأساسية المطلوبة لنشر خدمات الألياف البصرية المنزلية، حيث تستهدف الوصول إلى مليون خط اتصال خلال عامين، مع التوسع ليصل إلى ثلاثة ملايين خط في غضون خمس سنوات.
في المقابل، ستركز شركة Uni Tower على تطوير شبكة الأبراج اللازمة لخدمات الجيل الخامس، من خلال بناء أبراج جديدة أو تحديث الأبراج الموجودة. الهدف المرسوم يتضمن إنجاز ألفي برج خلال ثلاث سنوات، مع التوسع تدريجياً للوصول إلى ستة آلاف برج على مدى عشر سنوات.
الاستثمار المخصص للمرحلة الأولى من هذا المشروع الضخم يبلغ أربعة مليارات وأربعمائة مليون درهم، موزعة على ثلاث سنوات بتمويل متساوٍ من الشركتين المتعاونتين. هذا الحجم الاستثماري الكبير يعكس الجدية والالتزام الحقيقي لتطوير القطاع التقني في المغرب.
ما يميز هذا المشروع هو التزام الشركتين بتوفير الوصول إلى خدماتهما للبنية التحتية بطريقة مفتوحة وشفافة، دون أي تمييز بين المشغلين المرخص لهم. هذا النهج سيضمن المنافسة العادلة ويعود بالفائدة على جميع المستهلكين المغاربة من خلال تحسين جودة الخدمات وتنويع الخيارات المتاحة.
كما تؤكد الشركتان التزامهما الصارم بالقوانين والأنظمة المعمول بها، مما يضمن سير المشروع وفق المعايير المطلوبة ويعزز الثقة في هذا التعاون الاستراتيجي.
تشكل هذه الشراكة خطوة مهمة نحو تحقيق الأهداف الوطنية للتحول الرقمي في المغرب، حيث ستساهم في تعزيز قدرات البلاد التقنية ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما ستمكن المواطنين والشركات من الاستفادة من خدمات الاتصالات المتقدمة التي تواكب التطورات العالمية في هذا المجال.
هذا التعاون بين اتصالات المغرب وإنوي يمثل نموذجاً يحتذى به في القطاع الخاص المغربي، حيث يظهر كيف يمكن للشركات المتنافسة أن تتحد لتحقيق أهداف مشتركة تخدم المصلحة العامة وتساهم في تطوير البلاد تقنياً واقتصادياً.