كشفت القوات الإسرائيلية عن تنفيذ عمليات عسكرية دقيقة استهدفت شخصيات قيادية مؤثرة في الحرس الثوري الإيراني، مما يمثل تصعيداً جديداً في المواجهة الإقليمية المستمرة. هذه العمليات التي جرت خلال الساعات الأخيرة تسلط الضوء على التطورات الأمنية المتسارعة في المنطقة والاستراتيجية الإسرائيلية في مواجهة التهديدات الإيرانية.
العملية الأبرز استهدفت سعيد إيزادي، الذي يُعتبر من أهم الشخصيات في الهيكل العسكري الإيراني نظراً لدوره الحيوي كحلقة وصل أساسية بين طهران وحركة حماس. إيزادي الذي كان يقود فيلق فلسطين التابع لفيلق القدس، تم استهدافه في مخبئه السري في منطقة قم جنوب العاصمة الإيرانية طهران، وذلك بعد عمل استخباراتي معقد امتد لفترة طويلة.
أهمية إيزادي تكمن في مسؤوليته المباشرة عن تنسيق العمليات العسكرية بين القيادات العليا في الحرس الثوري الإيراني والعناصر القيادية في حماس. كان يحتفظ بتواصل مستمر مع الفصائل الفلسطينية المختلفة في قطاع غزة والضفة الغربية، مما جعله شخصية محورية في شبكة التحالفات الإيرانية الإقليمية.
العملية الثانية طالت بهنام شهرياري، القائد المسؤول عن وحدة نقل الأسلحة والمعدات القتالية في فيلق القدس الإيراني. تم استهدافه بغارة جوية مباشرة على مركبته أثناء تنقله في المناطق الغربية من إيران. شهرياري كان يتولى مسؤولية كاملة عن عمليات تهريب ونقل الأسلحة من إيران إلى الجماعات المتحالفة معها في المنطقة، وكان يعمل بشكل وثيق مع حزب الله وحماس والحوثيين في اليمن.
دور شهرياري امتد ليشمل تزويد هذه الجماعات بأعداد كبيرة من الصواريخ والقذائف التي استُخدمت في الهجمات ضد الأراضي الإسرائيلية خلال النزاع الحالي. هذا الدور الحيوي في سلسلة التموين العسكرية جعله هدفاً استراتيجياً مهماً للقوات الإسرائيلية.
أما العملية الثالثة فاستهدفت أمين بور جودكي، القائد الذي كان مسؤولاً عن تنظيم وتنفيذ مئات الهجمات بالطائرات المسيرة انطلاقاً من المواقع الإيرانية في الجنوب الغربي للبلاد. جودكي لعب دوراً مهماً في تطوير قدرات الحرس الثوري في مجال الطائرات المسيرة وتوجيهها نحو الأهداف الإسرائيلية.
هذه العمليات الثلاث تأتي في إطار استراتيجية إسرائيلية أوسع تهدف إلى تفكيك البنية التحتية العسكرية الإيرانية وقطع خطوط الإمداد والتنسيق مع الجماعات المتحالفة. المصادر العسكرية الإسرائيلية أكدت الأهمية الاستراتيجية لهؤلاء القادة الثلاثة، خاصة في سياق المواجهة مع إسرائيل.
التطورات الأخيرة تشير إلى تصعيد ملحوظ في طبيعة العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، حيث تستهدف بشكل مباشر القيادات العسكرية الإيرانية على الأراضي الإيرانية نفسها. هذا التحول في الاستراتيجية يعكس رغبة إسرائيلية في توسيع نطاق الردع وإضعاف القدرات الإيرانية على دعم حلفائها الإقليميين.
الضربات الإسرائيلية السابقة على إيران أسفرت بالفعل عن مقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين، بما في ذلك شخصيات في أعلى المستويات القيادية مثل رئيس هيئة أركان القوات المسلحة وقائد الحرس الثوري. هذه الخسائر المتتالية في القيادات العليا تمثل ضربة قوية للهيكل العسكري الإيراني وقدرته على التخطيط والتنفيذ للعمليات الإقليمية.