أصدر الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء عاجلة شملت جميع سكان مدينة غزة وأحيائها المختلفة، في خطوة تمهيدية لشن هجوم عسكري واسع النطاق على أكبر المراكز الحضرية في القطاع، مما أثار مخاوف دولية حول مصير المنطقة بأكملها.
شمل الأمر العسكري الإسرائيلي جميع المناطق السكنية في المدينة، بدءا من المدينة القديمة وحي التفاح في الجهة الشرقية وصولا إلى المناطق الساحلية غربا. وطالب الجيش السكان بالمغادرة الفورية عبر محور الرشيد متجهين نحو منطقة المواصي التي وصفها بـ”المنطقة الإنسانية”.
وبحسب تصريحات صحيفة “إسرائيل هيوم”، فإن حوالي 100 ألف شخص قد غادروا المدينة حتى الآن استجابة لهذه الأوامر. كما قام الجيش بإلقاء منشورات جوية على المدينة تحمل تعليمات الإخلاء.
وفي السياق ذاته، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن تدمير 30 مبنى شاهق الارتفاع في غزة، متهما حركة حماس باستخدام هذه المباني كبنية تحتية عسكرية. هذا التصريح جاء ضمن ما وصفته إسرائيل بـ”إعصار مدو” من الغارات الجوية المكثفة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وجه تحذيرا مباشرا لسكان غزة، مؤكدا أن العمليات العسكرية الجارية تمثل مجرد مقدمة لعملية أوسع وأكثر كثافة. وأشار نتنياهو من غرفة عمليات سلاح الجو إلى أن القوات الإسرائيلية دمرت 50 برجا في اليومين الأخيرين.
وأضاف نتنياهو أن هذه العمليات تأتي في إطار الاستعداد لمناورة برية واسعة النطاق، حيث تتجمع القوات الإسرائيلية حاليا للدخول إلى مدينة غزة. كما أشار إلى عمليات مماثلة نفذتها القوات الإسرائيلية في ثلاثة مخيمات للاجئين بالضفة الغربية.
هذا التصعيد العسكري يأتي في ظل مطالب إسرائيلية بإطلاق سراح جميع المحتجزين واستسلام حركة حماس، وسط تحذيرات من تدمير القطاع بالكامل في حالة عدم الاستجابة لهذه المطالب، الأمر الذي يثير قلقا دوليا متزايدا حول الأوضاع الإنسانية في المنطقة.