عرفت مدينة جرسيف مساء الأربعاء الماضي أحداثا مؤسفة تخللتها ممارسات عنيفة وأعمال تخريبية واسعة خلال احتجاجات نظمتها عناصر تنسب نفسها لحركة GENZ212. بدأت الأحداث بتجمع احتجاجي بساحة 6 نونبر قبل أن تتحول الأجواء بشكل مفاجئ نحو المواجهات والفوضى التي طالت عدة مناطق بالمدينة.
شهدت هذه الليلة المضطربة استهدافا مباشرا للممتلكات العامة والخاصة، حيث تعرضت سيارات المواطنين لأضرار جسيمة، كما لم تسلم حافلات النقل الحضري من موجة التخريب التي اجتاحت الشوارع. هذا التصعيد دفع القوات الأمنية للتدخل الفوري من أجل وضع حد للفوضى واستعادة الأمن والاستقرار للساكنة المحلية.
تمكنت الأجهزة الأمنية المختصة من إلقاء القبض على 48 شخصا يشتبه بشدة في ضلوعهم بهذه الأعمال الإجرامية، من بينهم 31 قاصرا. جرى وضع جميع الموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية والمراقبة القضائية المشددة بإشراف مباشر من النيابة العامة المعنية، وذلك ريثما تستكمل الأبحاث والتحقيقات الجارية لكشف كامل خيوط هذه القضية.
أثارت هذه الأحداث المؤسفة سخطا كبيرا لدى سكان جرسيف الذين أعربوا بوضوح عن رفضهم القاطع لتحويل الساحات والمرافق العامة إلى مسارح للفوضى والإتلاف المتعمد للممتلكات. يشدد المواطنون على ضرورة احترام الطابع السلمي للتعبير عن الآراء وحماية حق التظاهر دون الانجرار نحو العنف والتدمير الذي يضر بالمصلحة العامة.
تواصل المصالح الأمنية المختصة تحقيقاتها المعمقة بهدف الوصول إلى كافة المتورطين في هذه الأفعال وتقديمهم أمام القضاء ليتلقوا العقوبات المناسبة وفقا للقوانين المعمول بها في البلاد. تبقى الأولوية الآن لاستتباب الأمن وتعويض المتضررين من هذه الليلة العصيبة التي عاشتها المدينة.