شهدت محكمة الاستئناف بالدار البيضاء يوم الخميس 17 يوليو حضور الفنانة لطيفة رأفت للإدلاء بشهادتها في القضية الشهيرة المعروفة بـ”إسكوبار الصحراء”، وذلك بعد غيابها عن الجلسة السابقة بسبب مشكلة إدارية في التبليغ.
تُعتبر لطيفة رأفت، الزوجة السابقة لبارون المخدرات بن براهيم المعروف بلقب “المالي”، شاهدة مهمة في هذه القضية الكبيرة التي تهز الرأي العام المغربي. كان سبب غيابها عن الجلسة السابقة يعود إلى خطأ في إجراءات التبليغ، حيث لم يتم تضمين رقم منزلها في العنوان المُرسل إليها، مما أدى إلى عدم وصول الاستدعاء بشكل صحيح.
تدور هذه القضية الحساسة حول اتهامات جدية موجهة إلى شخصيات بارزة في المجتمع المغربي، من بينها سعيد الناصري، الرئيس السابق لفريق الوداد البيضاوي، وعبد النبي بعيوي، رئيس مجلس جهة الشرق. التهم الموجهة إليهما تتعلق بالاستيلاء على عقارات تنتمي إلى بن براهيم، الذي يُشتبه في تورطه في أنشطة تهريب المخدرات عبر الصحراء المغربية.
برزت هذه القضية إلى الواجهة بعد تفكيك السلطات المغربية لشبكة إجرامية ضخمة متخصصة في تهريب المخدرات في نهاية عام 2023. هذه العملية الأمنية الكبيرة أسفرت عن اعتقال العديد من الأشخاص، من بينهم الناصري وبعيوي، بتهم متنوعة تشمل غسل الأموال والتهريب والمشاركة في أنشطة إجرامية منظمة.
تكمن خطورة هذه الشبكة في طريقة عملها المتطورة، حيث كانت تستغل النفوذ والعلاقات المتشعبة لتسهيل عمليات تهريب المخدرات وتسويقها في الأسواق الأوروبية. هذا الأسلوب المتقن في العمل جعل من الشبكة تنظيماً معقداً يضم أطرافاً متعددة من رجال الأعمال والمسؤولين في مواقع مختلفة.
تتميز المحاكمة الجارية بطابعها الشامل، حيث تستهدف مجموعة واسعة من المتورطين في هذه القضية المعقدة. المحكمة تواصل الاستماع إلى الشهود والخبراء لكشف النقاب عن تفاصيل إضافية حول طبيعة عمل هذه الشبكة الإجرامية وآليات تشغيلها.
تستمر التحقيقات في هذه القضية الحساسة، حيث تسعى السلطات القضائية إلى الكشف عن جميع الجوانب المتعلقة بأنشطة الشبكة وطرق استغلالها للنفوذ في تسهيل عمليات التهريب. هذه الجهود تهدف إلى تحقيق العدالة وضمان محاسبة جميع المتورطين في هذه الأنشطة الإجرامية.
تحظى هذه القضية بمتابعة واسعة من قبل الرأي العام والإعلام، نظراً لحجم الشبكة المفككة وطبيعة الشخصيات المتورطة فيها، مما يجعلها واحدة من أكبر القضايا الجنائية في المغرب خلال السنوات الأخيرة.