أعلنت المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي عقدته يوم الأربعاء أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيستقبل نظيره المغربي ناصر بوريطة في العاصمة موسكو يوم 16 أكتوبر الجاري لإجراء مباحثات ثنائية هامة بين البلدين الصديقين.
أوضحت زاخاروفا أن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين في الخارج للمملكة المغربية تأتي في إطار مهامه بصفته الرئيس المشارك للجنة الحكومية الروسية المغربية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني. هذه اللجنة تمثل آلية مؤسساتية تهدف إلى تعزيز أواصر الشراكة بين موسكو والرباط في مختلف المجالات الاستراتيجية.
يأتي هذا اللقاء في سياق دبلوماسي متميز، حيث شهدت الأيام الأخيرة تطوراً ملحوظاً في الموقف الروسي تجاه ملف الصحراء المغربية. في لقاء سابق مع ممثلي وسائل إعلام عربية يوم الاثنين الماضي، أعرب لافروف عن استعداد بلاده للترحيب بمقترح الحكم الذاتي الذي طرحه المغرب كحل للنزاع الإقليمي القائم منذ عقود.
أشار الوزير الروسي إلى أن موسكو تنظر إلى هذا المخطط باعتباره أحد الأشكال المقبولة لتقرير المصير، مع التأكيد على ضرورة أن يتم ذلك من خلال توافق جميع الأطراف المعنية وتحت إشراف الأمم المتحدة. هذا التصريح يمثل انفتاحاً روسياً جديداً على الرؤية المغربية لحل القضية الصحراوية، ويعكس رغبة موسكو في تعزيز علاقاتها مع الرباط في مرحلة دولية معقدة.
من المتوقع أن يناقش الوزيران خلال لقائهما المرتقب مجموعة واسعة من القضايا الثنائية والإقليمية، بما في ذلك تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، إضافة إلى تنسيق المواقف حول مختلف الملفات الدولية ذات الاهتمام المشترك. كما سيكون الملف الصحراوي حاضراً بقوة في جدول أعمال المباحثات بعد التصريحات الإيجابية الأخيرة من الجانب الروسي.