وصفت فاطمة الزهراء المنصوري، القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة ووزيرة الإسكان، الاحتجاجات الشبابية التي يقودها ما يعرف بجيل Z بأنها رسالة سياسية واضحة تعكس إخفاقات حقيقية في معالجة عدد من الملفات الحساسة.
جاءت تصريحات المنصوري خلال كلمة ألقتها أمام المكتب التنفيذي الجديد لشبيبة الحزب، حيث بثت الصفحة الرسمية للحزب مقطع فيديو يوثق هذه اللحظة. أكدت المسؤولة الحكومية أن أصوات الغضب التي تتعالى في الشوارع وعبر منصات التواصل الاجتماعي ما كانت لتظهر لو نجحت الحكومة في معالجة القضايا المطروحة بشكل فعال.
اعترفت المنصوري بوجود مشاكل واقعية لا يمكن تجاهلها أو إنكارها، مشيرة إلى تجربتها الشخصية كرئيسة جماعة محلية تتلقى يومياً مطالب متعددة من المواطنين، معظمها يتعلق بقطاع الصحة الذي يعاني من أزمة عميقة.
رغم الاعتراف بالمشاكل، حاولت المنصوري تقديم صورة أكثر توازناً بالإشارة إلى بعض التحسينات التي شهدها القطاع الصحي. قارنت بين واقع المستشفيات في السبعينات والثمانينات وما سيكون عليه الحال في 2025، مؤكدة أن المغرب سيضم 12 مركزاً استشفائياً جامعياً بعدما كانت هذه المراكز مقتصرة على الدول الخارجية فقط.
أرجعت الوزيرة الأزمة الصحية الحالية إلى تراكمات ممتدة عبر سنوات طويلة، خاصة فيما يتعلق بالنقص الحاد في الموارد البشرية المتخصصة. كشفت عن رقم صادم يتمثل في عجز يقدر بثلاثين ألف طبيب في المملكة، وهو عدد ضخم لا يمكن تعويضه خلال فترة زمنية قصيرة مهما كانت الجهود المبذولة.
اختارت المنصوري الصراحة في التعامل مع التوقعات الشعبية، حيث أكدت أن الحكومة لا يمكنها أن تكذب على المغاربة بالادعاء أنها قادرة على حل مشكلة الصحة بشكل نهائي وسريع. شددت على أن إصلاح المنظومة الصحية عملية معقدة تحتاج إلى وقت طويل وإجراءات متراكمة ومتتابعة حتى تؤتي ثمارها.
في محاولة لعدم اختزال الصورة الكاملة للمغرب في المشاكل الراهنة، رفضت المنصوري النظرة السلبية المطلقة، مؤكدة أن الغضب الشبابي المشروع لا يلغي الإنجازات والنجاحات التي تحققت في محطات مهمة من مسار التنمية الوطنية.
التصريحات تعكس حالة من الاعتراف الحكومي بوجود أزمة حقيقية تتطلب معالجة جذرية، لكنها في الوقت نفسه تحاول إدارة التوقعات الشعبية بالتأكيد على أن الحلول الجذرية تحتاج إلى صبر ووقت، وهو ما قد لا يتماشى مع الإلحاح الشعبي الذي تعبر عنه الاحتجاجات المتواصلة.