شهدت مدينة مراكش صباح اليوم الأربعاء حادثاً مأساوياً جديداً في محيط أشغال توسعة الملعب الكبير، حيث فقد شاب في الثلاثينيات من عمره حياته بطريقة مفجعة. الضحية الذي ينتمي إلى منطقة سيدي بوعثمان بإقليم الرحامنة لقي مصرعه دهساً تحت عجلات جرافة كانت تقوم بأعمال الحفر في الموقع.
وقع الحادث المميت على الطريق الرابطة بين مراكش والدار البيضاء، تحديداً بالقرب من مقر شركة جودة لإنتاج الحليب. الشاب المتوفى كان يسير على الأقدام عبر المنطقة المحيطة بالورشة عندما فاجأته الجرافة الثقيلة أثناء تنفيذها لعمليات الحفر الروتينية. الصدمة كانت قوية لدرجة أن الضحية فارق الحياة في الحال، تاركاً حالة من الذهول والحزن العميق بين الحاضرين في الموقع.
السلطات المحلية تحركت بسرعة فور تلقي نبأ الحادث، حيث وصلت فرق الدرك الملكي إلى مكان الواقعة لتأمين المنطقة وبدء التحقيقات الأولية. تم إغلاق المنطقة المحيطة بالحادث لضمان سلامة التحقيق وحماية الأدلة التي قد تساعد في فهم الظروف الدقيقة لهذه المأساة. النيابة العامة المختصة أشرفت شخصياً على فتح تحقيق شامل يهدف إلى كشف كافة الملابسات والعوامل التي أدت إلى وقوع هذا الحادث المؤلم.
جثمان الضحية تم نقله فوراً إلى مستودع الأموات بمراكش، حيث ستبقى في انتظار إتمام الإجراءات القانونية والطبية اللازمة قبل تسليمها لأسرته لدفنها وفقاً للتقاليد المحلية. الأسرة المنكوبة تعيش حالة من الحزن الشديد والصدمة بسبب الفقدان المفاجئ لابنها الشاب.
هذا الحادث المأساوي يأتي في سياق مثير للقلق، حيث سجلت نفس المنطقة حادثاً مشابهاً قبل أقل من شهرين فقط. في تلك الواقعة السابقة، توفي عامل نتيجة سقوطه أثناء تأدية واجباته المهنية في ذات الورشة. هذا التكرار المؤسف للحوادث المميتة في موقع واحد يطرح أسئلة جدية حول مستوى الأمان والسلامة المتبع في هذه الأشغال الضخمة.
الأشغال الجارية في الملعب الكبير بمراكش تشهد نشاطاً مكثفاً ومتواصلاً استعداداً لاستضافة مناسبات رياضية كبرى مرتقبة. هذه المشاريع الطموحة تتطلب استخدام معدات ثقيلة وتقنيات متطورة، لكن الأمان يجب أن يبقى الأولوية القصوى في كل مرحلة من مراحل العمل.
المطالبات المحلية تتصاعد بقوة من قبل النشطاء والفاعلين في المجتمع المدني، حيث يدعون إلى إعادة تقييم شاملة لبروتوكولات السلامة المطبقة في مواقع الأشغال الكبرى. هذه المطالب تركز بشكل خاص على المشاريع التي تتداخل مع الطرق العمومية والمناطق المأهولة بالسكان، حيث يكون خطر تعرض المارة للحوادث أكبر بكثير.
الخبراء في مجال السلامة المهنية يؤكدون أن الوقاية من هذه الحوادث تتطلب تطبيق معايير صارمة تشمل التدريب المستمر للعمال، الصيانة الدورية للمعدات، ووضع إشارات تحذيرية واضحة للمارة. كما يشددون على ضرورة وجود مراقبة مستمرة من قبل جهات مختصة لضمان الالتزام بهذه المعايير.