واجهت السلطات الإيطالية في مدينة تشيفيتانوفا موقفاً استثنائياً ومثيراً للدهشة خلال عملية أمنية اعتيادية، حينما لجأ مواطن مغربي يبلغ من العمر 51 عاماً إلى أسلوب غريب ويائس لإخفاء حوزته من المواد المخدرة عن أعين رجال الأمن.
الرجل المغربي، الذي يعيش في ظروف اجتماعية قاسية داخل خيمة مؤقتة دون حيازة أوراق إقامة رسمية، كان تحت المراقبة الأمنية المشددة لفترة طويلة قبل توقيفه. رجال الشرطة الإيطالية تمكنوا من رصد أنشطته المشبوهة عندما ضبطوه متلبساً ببيع جرعتين من مادة الهيروين الخطيرة بالقرب من مسار الدراجات الهوائية المحاذي لنهر شينتي.
العملية الأمنية الشاملة التي نفذتها قوات الكارابينييري في مكان إقامته المؤقت كشفت عن مخزون كبير من المواد المخدرة المختلفة. التفتيش الدقيق للخيمة أسفر عن العثور على 24 جراماً من الهيروين المعبأ بعناية في جرعات صغيرة جاهزة للبيع، بالإضافة إلى كمية أقل من جرام واحد من مادة الكوكايين المدمرة.
المفاجأة الحقيقية ظهرت خلال الفحوص الطبية الإجبارية التي خضع لها المشتبه به في المستشفى المحلي. الأشعة الطبية والفحوصات المتخصصة كشفت عن وجود كبسولات متعددة داخل أمعاء الرجل تحتوي على أكثر من 11 جراماً إضافياً من الهيروين، وهو ما يؤكد محاولته اليائسة لإخفاء الأدلة عبر ابتلاعها عند اقتراب رجال الأمن منه.
التحقيقات الموسعة التي أجراها المحققون الإيطاليون أدت إلى اكتشافات إضافية مثيرة للقلق. الضبطيات شملت سكيناً قابلاً للطي يستخدم كسلاح أبيض، وميزاناً إلكترونياً دقيقاً مخصصاً لوزن المواد المخدرة، ومبلغاً نقدياً يقدر بـ 500 يورو يُعتقد أنه عائدات من تجارة المخدرات غير المشروعة.
النيابة العامة في مدينة ماسيراتا تحركت بسرعة لإقرار التهم الجنائية المتعددة ضد المتهم المغربي. التهم الموجهة إليه تشمل الاتجار بالمواد المخدرة وحيازة سلاح أبيض بطريقة غير قانونية، وهي جرائم تحمل عقوبات صارمة في القانون الإيطالي.
القضاء الإيطالي حدد موعد محاكمة المتهم في شهر أكتوبر المقبل، حيث سيواجه العدالة ويتلقى العقوبة المناسبة لجرائمه. في انتظار المحاكمة، أصدرت السلطات قراراً بمنعه من دخول أو الإقامة في مدينة تشيفيتانوفا، وهو إجراء احترازي يهدف إلى حماية المجتمع المحلي من أنشطته الإجرامية.