في عملية استباقية دقيقة تعكس مستوى اليقظة الأمنية المستمرة، نجحت الطائرات المسيرة التابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية في إحباط محاولة هجوم إرهابي خطير كانت ميليشيات البوليساريو تخطط لتنفيذه ضد مدينة السمارة. جاءت الضربة الجوية في وقت حاسم لمنع وقوع كارثة إنسانية كانت ستستهدف المدنيين الآمنين في المدينة.
كشفت تقارير إعلامية أن مجموعة من العناصر المسلحة التابعة للجبهة تحركت على متن سيارتين انطلقتا من اتجاه الحدود الموريتانية، حيث تمكنت من التسلل إلى منطقة تقع شرق الجدار الأمني المغربي. كان الهدف من هذا التسلل الخطير هو الوصول إلى موقع استراتيجي يمكنهم من خلاله إطلاق صواريخ غراد باتجاه مدينة السمارة، في محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار الذي تنعم به المنطقة.
لكن اليقظة الدائمة لأنظمة المراقبة والرصد التي تعتمدها القوات المسلحة الملكية أفشلت هذا المخطط الإرهابي قبل تنفيذه. تدخلت الدرونات المغربية المتطورة بسرعة فائقة ودقة عالية، حيث استهدفت السيارتين والعناصر المسلحة قبل أن تتمكن من إطلاق صواريخها على المدينة، وذلك في توقيت محسوب منع أي ضرر محتمل على الأرواح والممتلكات.
أسفرت الضربة الجوية الاستباقية عن مقتل ما لا يقل عن 10 عناصر من ميليشيات البوليساريو كانوا يشاركون في هذه العملية الإرهابية المخطط لها. كما دمرت الطائرات المسيرة السيارتين والأسلحة التي كانت بحوزة المجموعة، بما في ذلك صواريخ غراد التي كانوا يعتزمون استخدامها في قصف المدينة.
كعادتها في مثل هذه المواقف، التزمت قيادة جبهة البوليساريو الصمت التام ولم تصدر أي بيان رسمي يعترف فيه بالخسائر البشرية التي مُنيت بها عناصرها. يأتي هذا الصمت في إطار سياسة التعتيم الإعلامي التي تنتهجها الجبهة للتستر على إخفاقاتها العسكرية المتكررة وخسائرها المتزايدة في مواجهة القدرات العسكرية المتطورة للجيش المغربي.
يكتسي توقيت هذا الهجوم الفاشل دلالة خاصة، حيث يتزامن مع حلول الذكرى الخامسة لإعلان ميليشيات البوليساريو ما أسمته استئناف الحرب ضد المغرب. كما يأتي بعد أيام قليلة فقط من صدور قرار أممي جديد يدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء، وهو ما اعتبره مراقبون دوليون ضربة دبلوماسية قوية للجبهة وداعميها.
يرى محللون أن توقيت ومحتوى هذه المحاولة الفاشلة يعكسان حالة من الارتباك الشديد واليأس المتزايد داخل صفوف قيادة البوليساريو، خاصة في ظل الانتصارات الدبلوماسية المتتالية التي يحققها المغرب على الساحة الدولية، والتي تعزز شرعية مقترح الحكم الذاتي كحل نهائي ووحيد لقضية الصحراء المغربية.
تواصل القوات المسلحة الملكية المغربية تأمين الحدود الجنوبية للمملكة بكل مهنية وحزم، مستخدمة أحدث التقنيات العسكرية والأنظمة المتطورة للمراقبة والرصد. تعتمد هذه القوات مقاربة استباقية تمنع أي محاولة لزعزعة الأمن أو تهديد استقرار الأقاليم الجنوبية وسلامة سكانها المدنيين.
تبقى هذه العملية الناجحة شاهدا إضافيا على جاهزية الجيش المغربي واستعداده الدائم للتصدي لأي تهديد يستهدف سيادة المملكة وأمن مواطنيها، مهما كان مصدره أو طبيعته، مع التأكيد على أن أي مغامرة عدائية ستلقى الرد الحاسم والفوري الذي يستحقه.










