نجت حياة شاب مغربي من موت محقق بعد أن أنقذته عائلة إسبانية كانت تبحر في مياه مضيق جبل طارق قبالة سواحل بينالمادينا في مالقة. كان الشاب يحاول عبور المضيق الخطير سباحة مستخدماً فقط بدلة غوص وزعانف وعوامة بلاستيكية بسيطة.
اكتشفت العائلة الإسبانية، التي كانت متوجهة نحو جزر البليار على متن يختها الخاص، جسماً غريباً يطفو على سطح الماء على مسافة تقارب 20 كيلومتراً من الشاطئ. عند اقترابهم من المكان، صُدموا بوجود شاب في حالة إرهاق شديد يتمسك بشدة بعوامة بلاستيكية صغيرة تحميه من الغرق.
أكدت وسائل الإعلام الإسبانية أن هذا النوع من المحاولات اليائسة للهجرة أصبح ظاهرة متكررة في السنوات الأخيرة. يلجأ العديد من المهاجرين الغير شرعيين إلى استخدام وسائل بدائية وخطيرة جداً للوصول إلى الأراضي الإسبانية، رغم معرفتهم بالمخاطر الكبيرة التي تنتظرهم.
تشهد مياه مضيق جبل طارق تيارات بحرية قاسية وظروف جوية متقلبة تجعل عمليات العبور محفوفة بالمخاطر حتى للسباحين المحترفين. رغم ذلك، تستمر محاولات الهجرة باستخدام ما يُطلق عليه “قوارب الألعاب” والعوامات الهوائية، مما يؤدي إلى وقوع كوارث إنسانية متكررة.
قدمت العائلة الإسبانية المساعدة الفورية للشاب المنقذ بتوفير الملابس الجافة والأغطية الدافئة والماء العذب قبل وصول فرق الإنقاذ الرسمية. تدخل الحرس المدني الإسباني بسرعة ونقل الشاب إلى ميناء مالقة حيث تلقى الرعاية الطبية الأولية من قبل فرق الصليب الأحمر.
بعد التأكد من حالته الصحية، سلمت السلطات الطبية الشاب المغربي إلى الجهات الأمنية المختصة للتعامل مع وضعه القانوني وفقاً للإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات.
تسلط هذه الحادثة الضوء على المخاطر الجسيمة التي يواجهها المهاجرون الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر طرق غير آمنة وغير قانونية.