تؤكد الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وكالة “كامبوس فرانس” المتخصصة في الترويج للتعليم العالي الفرنسي الهيمنة المطلقة للمواهب المغربية على النظام التعليمي الفرنسي، حيث يحتل الطلبة المغاربة المرتبة الأولى بلا منازع ضمن الجاليات الطلابية الأجنبية بأكثر من 42 ألف طالب متفوق.
يشكل هذا الإنجاز الاستثنائي دليلا قاطعا على جودة التعليم المغربي وتميز الكفاءات الوطنية، حيث يمثل الطلبة المغاربة 10% من إجمالي الطلبة الأجانب في فرنسا، مما يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها الخبرات المغربية على المستوى الدولي، خاصة في مجالات الهندسة والرياضيات حيث يسجلون حضورا لافتا في مسابقات المدارس الكبرى الفرنسية المرموقة.
تكشف البيانات الرسمية أن غالبية المتفوقين المغاربة يفضلون الجامعات الفرنسية بنسبة 56%، بينما يتوجه عدد متنام منهم نحو مدارس التجارة المرموقة بنسبة 19% ومعاهد الهندسة العريقة بنسبة 14%. والمثير للإعجاب أن الإقبال المغربي على مدارس التجارة شهد طفرة هائلة بلغت 65% خلال السنوات الخمس الأخيرة، فيما ارتفع الالتحاق بمدارس الهندسة بنسبة 18%.
تتصدر المملكة المغربية قائمة البلدان المصدرة للعقول المتميزة إلى فرنسا، متقدمة على قوى عالمية كبرى مثل الصين وإيطاليا والسنغال. وبينما شهدت الجالية الصينية، ثالث أكبر جالية طلابية، تراجعا بنسبة 3% بعد انتعاش مؤقت، يواصل الحضور المغربي تعزيز موقعه الريادي والحفاظ على استقراره في القمة.
يشكل الطلبة الأجانب نسبة مهمة تبلغ 15% من إجمالي الطلبة في فرنسا والبالغ عددهم 445 ألف طالب، حيث تحتفظ الجامعات الفرنسية بالحصة الأكبر من هؤلاء الطلبة المتميزين بنسبة 63%، مسجلة نموا مطردا بنسبة 3% سنويا.
تشهد حركة التنقل الطلابي من أوروبا نحو فرنسا نموا ملحوظا بنسبة 5%، مدفوعة بارتفاع أعداد الطلبة القادمين من أرمينيا ورومانيا وتركيا وإسبانيا وأوكرانيا، فيما سجلت إيطاليا وإسبانيا زيادات كبيرة تجاوزت 35% على مدى خمس سنوات.
يتركز الطلبة الدوليون المتميزون في الجامعات الفرنسية بشكل رئيسي في العلوم الأساسية وعلوم الصحة والطب بنسبة 43% من المسجلين، إضافة إلى تخصصات الآداب واللغات والعلوم الإنسانية، ثم مجالات الاقتصاد والتسيير، مما يؤكد التنوع الأكاديمي الثري للحضور الطلابي الدولي في فرنسا.