أعاد المغرب ومملكة بلجيكا التأكيد على عزمهما المشترك لتطوير علاقاتهما الثنائية نحو آفاق أوسع وأكثر عمقا، وذلك من خلال بناء شراكة استراتيجية مهيكلة ترتكز على أسس متينة من الثقة والاحترام المتبادل. هذا التوجه يأتي في إطار رؤية مشتركة تجمع البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية الكبرى التي تشهدها الساحة العالمية.
جاء هذا التأكيد خلال اللقاء الذي عقد في العاصمة البلجيكية بروكسيل بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، ونظيره البلجيكي نائب الوزير الأول ووزير الشؤون الخارجية والشؤون الأوروبية والتعاون الإنمائي ماكسيم بريفو. اللقاء شكل فرصة لمراجعة مختلف جوانب التعاون القائم واستشراف سبل تعزيزه مستقبلا.
أثنى الطرفان على المستوى الرفيع الذي بلغه الحوار السياسي بين الرباط وبروكسيل، مشيدين بالزخم الملحوظ الذي تعرفه العلاقات الثنائية بفضل دينامية تبادل الزيارات الرسمية والعمل المشترك. هذا التطور الإيجابي يعكس الإرادة القوية لدى القيادتين في البلدين للارتقاء بالتعاون إلى مستويات أكثر تقدما.
يستند هذا التعاون المتنامي إلى خارطة طريق ثنائية محددة المعالم انبثقت عن أشغال اللجنة العليا المشتركة للشراكة بين المغرب وبلجيكا التي انعقدت في أبريل 2024. هذه الخارطة تضع الخطوط العريضة لأولويات التعاون خلال السنوات المقبلة، مما يوفر إطارا واضحا للعمل المشترك ويضمن استمرارية الزخم الذي تشهده العلاقات بين البلدين.
على المستوى الاقتصادي، شدد المسؤولان على ضرورة الانتقال بالعلاقات الثنائية نحو مرحلة جديدة أكثر طموحا، وذلك من خلال التطوير المشترك لسلاسل القيمة التكنولوجية التي تمثل رهانا استراتيجيا للاقتصاديات الحديثة. هذا التوجه يهدف إلى خلق تكامل اقتصادي حقيقي يعود بالنفع على الطرفين.
تم التركيز بشكل خاص على تشجيع الاستثمارات المستدامة في قطاعات استراتيجية حيوية تشمل الهيدروجين الأخضر الذي يمثل وقود المستقبل، إلى جانب مشاريع الانتقال الطاقي الذي يشكل أولوية عالمية في مواجهة التغيرات المناخية. كما شمل النقاش قطاعات البنيات التحتية والابتكار التي تعتبر ركائز أساسية للتنمية الاقتصادية المستدامة.
أبرز الوزيران التقاء الرؤى بين المغرب وبلجيكا فيما يخص مجالات التعاون الإنمائي والأمن الإقليمي والتنمية البشرية، وهي قضايا تحظى باهتمام مشترك من الجانبين. هذا التقارب في وجهات النظر يسهل عملية التنسيق والعمل المشترك لتحقيق أهداف مشتركة تخدم مصالح البلدين والمنطقتين.
أكد المسؤولان التزامهما الراسخ بمواصلة العمل جنبا إلى جنب من أجل تحقيق الاستقرار والازدهار المشترك بين القارتين الإفريقية والأوروبية. هذا التعاون العابر للقارات يعكس الوعي بأهمية الشراكة بين الضفتين في مواجهة التحديات المشتركة وبناء مستقبل أفضل للشعوب.
يأتي هذا اللقاء في سياق إقليمي ودولي يشهد تحولات كبرى تتطلب تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين الدول التي تتقاسم قيما مشتركة ورؤية متقاربة للعلاقات الدولية. العلاقات المغربية البلجيكية تمثل نموذجا للتعاون البناء القائم على المنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل بين الشعوب والدول.










