شهدت العاصمة الرباط يوم الثلاثاء 17 يونيو الجاري لقاءً دبلوماسياً رفيع المستوى تُوج بتوقيع اتفاقية تعاون عسكري مهمة بين المملكة المغربية وجمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفدرالية. جاء هذا اللقاء تنفيذاً مباشراً للتوجيهات الملكية السامية، مما يؤكد الأهمية الاستراتيجية التي توليها القيادة المغربية لتطوير العلاقات مع الدول الأفريقية الشقيقة.
استقبل الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني عبد اللطيف لوديي نظيرته الإثيوبية عائشة محمد موسى التي وصلت على رأس وفد رسمي رفيع المستوى في إطار زيارة عمل هامة للمملكة. هذا اللقاء يعكس العمق الاستراتيجي للعلاقات بين البلدين والرغبة المتبادلة في ترجمة التقارب السياسي إلى شراكات عملية ملموسة.
تميز هذا اللقاء التاريخي بتوقيع اتفاقية شاملة للتعاون في المجال العسكري، وذلك بحضور شخصيات عسكرية مغربية بارزة على رأسها الفريق أول محمد بريظ المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية. هذا الحضور العسكري الرفيع يشير إلى الجدية والأهمية التي تحظى بها هذه الاتفاقية في الاستراتيجية الدفاعية المغربية.
تغطي الاتفاقية الموقعة مجالات متنوعة ومتكاملة من التعاون العسكري تشمل برامج التكوين المتخصص والتدريب المشترك وتنظيم تمارين عسكرية مشتركة. كما تتضمن التعاون في مجال البحث العلمي العسكري والصحة العسكرية، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والتجارب في مختلف الميادين ذات الاهتمام المشترك بين الجيشين.
من أبرز ما تنص عليه هذه الاتفاقية إحداث لجنة عسكرية مشتركة دائمة تهدف إلى تحديد محاور التعاون العملي وتطوير آليات التنسيق بين القوات المسلحة للبلدين. ستعقد هذه اللجنة اجتماعاتها بشكل دوري بالتناوب بين العاصمتين الرباط وأديس أبابا، مما يضمن استمرارية التواصل وتطوير مجالات التعاون تدريجياً.
خلال المباحثات المعمقة التي جرت بين الوفدين، استعرض المسؤولان مختلف أوجه التعاون الثنائي الحالي والمستقبلي، مع التركيز على السبل الكفيلة بتعزيز هذا التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك. أكد الطرفان على الدور الإيجابي والبناء الذي تلعبه كل من المملكة المغربية وجمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفدرالية في المحافظة على الاستقرار والأمن والسلم عبر القارة الأفريقية.
شكل هذا اللقاء المهم فرصة ذهبية لتسليط الضوء على مختلف المبادرات الاستراتيجية للتعاون جنوب-جنوب والاندماج الإقليمي التي أطلقتها المملكة تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس. هذه المبادرات الرائدة عززت من مكانة المغرب كفاعل ديناميكي محوري في تحقيق الاستقرار والرفاه المشترك لصالح شعوب القارة الأفريقية.
اختتم اللقاء بتعبير المسؤولين من الجانبين عن تطلعاتهما المشتركة ورغبتهما الأكيدة في تدعيم هذه العلاقات الاستراتيجية مستقبلاً من خلال التفعيل الفوري لاتفاق التعاون الدفاعي الموقع. كما أكدا على أهمية انتظام تبادل الزيارات بين المسؤولين في البلدين لضمان التطوير المستمر لهذه الشراكة الواعدة.