انتهت مواجهة المنتخب المغربي ونظيره العماني بالتعادل السلبي دون أهداف في اللقاء الذي أقيم يوم الجمعة ضمن منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات لبطولة كأس العرب قطر 2025. النتيجة جاءت مخيبة لآمال أسود الأطلس الذين كانوا يسعون لتحقيق الفوز الثاني على التوالي لحسم التأهل مبكرا إلى الدور التالي.
بدأ المنتخب المغربي المباراة بوتيرة عالية وسيطرة واضحة على مجريات اللعب منذ الدقائق الأولى. العناصر الوطنية مارست ضغطا متواصلا على دفاع منتخب سلطنة عمان محاولة خلق فرص خطيرة أمام المرمى العماني، لكن التنظيم الدفاعي المحكم للخصم شكل عائقا كبيرا أمام طموحات المهاجمين المغاربة في افتتاح التسجيل مبكرا.
استمر الضغط المغربي طوال الشوط الأول مع محاولات متكررة لاختراق الكتلة الدفاعية العمانية التي اعتمدت أسلوب اللعب المنظم والتراجع للخلف. رغم ذلك، افتقد الهجوم المغربي للنجاعة والدقة في اللمسة الأخيرة أمام المرمى، حيث ذهبت معظم المحاولات بعيدة عن الإطار أو وقعت فريسة سهلة في يد الحارس العماني الذي أبلى بلاء حسنا.
شهدت الدقيقة 53 من الشوط الثاني منعطفا حاسما غير مجرى المباراة تماما، عندما تلقى المهاجم عبد الرزاق حمد الله البطاقة الحمراء المباشرة بعد تدخل عنيف على أحد المدافعين العمانيين. هذا الطرد وضع المنتخب المغربي في موقف صعب وأجبره على إكمال المباراة بعشرة لاعبين فقط خلال الفترة المتبقية من اللقاء.
النقص العددي فرض على المدرب المغربي طارق السكتيوي إجراء تعديلات تكتيكية سريعة لإعادة التوازن للفريق وسد الثغرات الدفاعية التي قد تنتج عن غياب لاعب كامل. أسود الأطلس اضطروا للتراجع قليلا والتركيز أكثر على الجانب الدفاعي لحماية مرماهم من أي اختراق عماني محتمل قد يقلب الطاولة على الفريق.
حاول المنتخب العماني بقيادة مدربه البرتغالي المخضرم كارلوس كيروش استغلال التفوق العددي لصالحه من خلال تكثيف الهجمات على المرمى المغربي. اللاعبون العمانيون شنوا عدة محاولات هجومية للوصول إلى شباك الحارس المغربي، لكن هذه المحاولات جاءت خجولة وغير منظمة ولم ترتق إلى مستوى الخطورة المطلوبة لتهديد المرمى فعليا.
الدفاع المغربي أظهر صلابة كبيرة وانضباطا تكتيكيا رائعا رغم الضغط المتواصل والنقص العددي، حيث نجح اللاعبون في إغلاق المساحات وقطع الكرات الخطرة قبل وصولها للمهاجمين العمانيين. الحارس المغربي لم يواجه صعوبات كبيرة في التصدي للكرات القليلة التي وصلت إليه بفضل التغطية الجيدة من زملائه في الخطوط الخلفية.
رغم محاولات الطرفين في الدقائق الأخيرة لانتزاع هدف الفوز، انتهى اللقاء بنتيجة التعادل الإيجابي دون أهداف. هذه النتيجة تبقي المنتخب المغربي في صدارة ترتيب المجموعة الثانية بشكل مؤقت برصيد 4 نقاط من مباراتين، بينما يحتل المنتخب السعودي المركز الثاني برصيد 3 نقاط، فيما يأتي المنتخب العماني في المركز الثالث بنقطة واحدة، ويتذيل منتخب جزر القمر الترتيب دون رصيد من النقاط.
يحتاج أسود الأطلس لنقطة واحدة على الأقل من المباراة الأخيرة في دور المجموعات لضمان التأهل الرسمي إلى الدور الإقصائي من البطولة. النقص العددي الذي عانى منه الفريق في هذه المباراة يستدعي الحذر من تكرار مثل هذه الأخطاء في المواجهات القادمة التي تنتظر المنتخب الوطني في مشواره نحو الدفاع عن فرصه في المنافسة على لقب البطولة العربية.










