يستعد المنتخب الوطني النسوي المغربي للشابات تحت سبعة عشر عاماً لخوض واحدة من أهم المواجهات في مسيرته بالبطولة العالمية، حيث سيواجه نظيره الكوري الشمالي في منافسات ثمن النهائي من كأس العالم للسيدات. هذا اللقاء الحاسم يمثل فرصة ذهبية للاعبات المغربيات لمواصلة المشوار التاريخي الذي بدأنه في هذه المنافسة القارية وتأكيد التطور الكبير الذي يشهده كرة القدم النسوية في المملكة.
أعلنت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في بيان رسمي أن المواجهة ستقام يوم الثلاثاء المقبل على أرضية الملعب الأولمبي بالعاصمة الرباط، حيث ستنطلق الصافرة الأولى في تمام الساعة الثامنة مساءً. اختيار هذا الصرح الرياضي الكبير لاحتضان هذه المباراة يعكس أهمية اللقاء ويمنح اللاعبات فرصة اللعب أمام جمهورهن الذي من المتوقع أن يحضر بأعداد كبيرة لمساندة بنات الوطن في هذا الاستحقاق الصعب.
تأتي هذه المواجهة بعد أن نجحت لبؤات الأطلس في تجاوز مرحلة المجموعات بنجاح، حيث ختمن مشاركتهن في الدور الأول بفوز مستحق على منتخب كوستاريكا بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد. هذا الانتصار المقنع لم يكتف بتأهيل المنتخب المغربي للأدوار الإقصائية فحسب، بل منح اللاعبات دفعة معنوية قوية وعزز من ثقتهن بقدراتهن قبل الدخول في المواجهات المصيرية التي لا تقبل القسمة على اثنين.
المنتخب الكوري الشمالي يمثل تحدياً كبيراً أمام الطموحات المغربية، إذ تعتبر كوريا الشمالية من القوى التقليدية في كرة القدم النسوية على مستوى الفئات العمرية الصغيرة. اللاعبات الآسيويات يتمتعن بسمعة قوية في المحافل الدولية بفضل انضباطهن التكتيكي الصارم ولياقتهن البدنية العالية، إضافة إلى تنظيمهن الجماعي المحكم الذي يجعل منهن خصماً عنيداً يصعب اختراقه.
بالنسبة للمنتخب المغربي، تتجاوز أهمية هذه المباراة مجرد التأهل إلى الدور ربع النهائي من البطولة. إنها فرصة لإثبات أن كرة القدم النسوية المغربية تسير في الطريق الصحيح وأن الاستثمارات التي وضعتها الجامعة الملكية لتطوير هذا القطاع بدأت تؤتي ثمارها. اللاعبات الشابات يحملن على أكتافهن آمال شعب بأكمله ويمثلن المستقبل الواعد لكرة القدم النسوية الوطنية التي تطمح للمنافسة بقوة على المستويين القاري والعالمي.










