فقدت الساحة الفنية المغربية صباح اليوم الأربعاء إحدى أبرز رموزها الفنية، حيث وافت المنية الفنانة القديرة نعيمة بوحمالة عن عمر يناهز 77 عاماً في منزلها بمدينة الدار البيضاء. الرحيل جاء بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث واجهت الفنانة الراحلة تحديات صحية عديدة في سنواتها الأخيرة.
أكد أحد أفراد العائلة في تصريح إعلامي أن الفنانة الراحلة فارقت الحياة في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، مما أنهى رحلة امتدت لعقود من العطاء الفني المتميز. هذا النبأ الحزين انتشر بسرعة في الأوساط الفنية والثقافية المغربية، حيث نعت شخصيات عديدة من المجال الفني رحيل هذه الأيقونة المغربية.
وُلدت نعيمة بوحمالة في مدينة الدار البيضاء عام 1948، وهي المدينة التي شهدت بداياتها الفنية ونهاية رحلتها الحياتية. بدأت مسيرتها الفنية من خلال المسرح، حيث أظهرت موهبة فطرية وقدرة استثنائية على التمثيل جعلتها تبرز بين أقرانها في تلك الفترة المبكرة من حياتها المهنية.
انتقلت الفنانة الراحلة بعد ذلك إلى عالم السينما والتلفزيون، حيث حققت نجاحات لافتة عبر مشاركتها في أعمال درامية متنوعة. من أبرز إنجازاتها السينمائية مشاركتها في فيلم “الملائكة لا تحلق فوق الدار البيضاء”، الذي يعتبر من الأعمال المهمة في تاريخ السينما المغربية ولقي استحساناً واسعاً من النقاد والجمهور على حد سواء.
كما تركت بصمة واضحة في عالم الدراما التلفزيونية من خلال مشاركتها في مسلسل “حديدان” الذي عُرض في عام 2009. هذا العمل الدرامي حظي بمتابعة جماهيرية كبيرة وساهم في ترسيخ مكانة بوحمالة كواحدة من الوجوه المؤثرة في الدراما المغربية الحديثة.
تميزت مسيرة نعيمة بوحمالة بالتنوع والثراء، حيث تنقلت بمهارة بين مختلف أشكال التعبير الفني. قدرتها على التكيف مع متطلبات كل وسيط فني، سواء كان المسرح أو السينما أو التلفزيون، جعلتها شخصية محبوبة ومحترمة في الأوساط الفنية المغربية.
واجهت الفنانة الراحلة في سنواتها الأخيرة تحديات صحية كبيرة، حيث عانت من مشاكل في القلب تطلبت خضوعها لعدة عمليات جراحية. هذه الظروف الصحية الصعبة أثرت على نشاطها الفني، لكنها لم تقلل من تقدير الجمهور والنقاد لإسهاماتها الفنية الغنية.
تُذكر نعيمة بوحمالة كفنانة متعددة المواهب استطاعت أن تتواصل مع الجمهور المغربي عبر أجيال مختلفة. أعمالها الفنية تركت أثراً عميقاً في الذاكرة الجماعية للمشاهدين، وساهمت في إثراء الرصيد الثقافي والفني للمغرب.
برحيل نعيمة بوحمالة، تفقد الساحة الفنية المغربية صوتاً مهماً وحضوراً مؤثراً امتد لعقود. إرثها الفني سيبقى شاهداً على موهبتها الاستثنائية ومساهمتها القيمة في تطوير الفن المغربي وإثراء المشهد الثقافي في البلاد.