أعلن قصر الإليزيه يوم الأحد عن التشكيلة الحكومية الفرنسية الجديدة التي يرأسها سيباستيان ليكورنو، حيث تم الاحتفاظ بأغلبية الوزراء من الحكومة السابقة مع إدخال بعض الوجوه الجديدة التي تعكس التوجهات السياسية للمرحلة المقبلة.
شكل تعيين نعيمة موتشو النائبة السابقة عن دائرة فالبوازيه من أصول مغربية واحدا من أبرز الاختيارات في هذه التشكيلة، حيث تولت حقيبة وزارية استراتيجية تشمل التحول الرقمي والوظيفة العمومية والذكاء الاصطناعي والرقمنة. يضعها هذا التعيين في صدارة الشخصيات النسائية المؤثرة في الحكومة الفرنسية الحالية.
ولدت موتشو عام 1980 في مدينة إرمونت لأبوين مغربيين، وبنت مسيرة مهنية متميزة في مجال المحاماة منذ عام 2008 مع تخصص دقيق في قانون الإعلام. مكنها هذا التخصص من اكتساب خبرة واسعة في القضايا المتعلقة بالإعلام والاتصال والتكنولوجيا الرقمية، وهو ما يؤهلها للإشراف على ملف التحول الرقمي بكفاءة عالية.
انضمت موتشو إلى حركة الجمهورية إلى الأمام عام 2017 التي أسسها الرئيس إيمانويل ماكرون، قبل أن تنتقل إلى حزب هوريزون عام 2021 الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق إدوار فيليب. تشغل حاليا منصب نائبة رئيس الجمعية الوطنية الفرنسية إلى جانب كونها المتحدثة الرسمية باسم حزب هوريزون، مما يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها في الأوساط السياسية الفرنسية.
يأتي تعيين موتشو في هذا المنصب الحساس في وقت تواجه فيه فرنسا تحديات كبرى في مجال التحول الرقمي وتطوير الإدارة العمومية واستيعاب تقنيات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات. تمثل هذه الحقيبة الوزارية أحد المحاور الأساسية لسياسة الحكومة الفرنسية في السنوات المقبلة، خاصة مع تسارع وتيرة التطور التكنولوجي على المستوى العالمي.
يشكل وصول نعيمة موتشو إلى هذا المنصب الرفيع مصدر فخر للجالية المغربية في فرنسا، ويعكس قدرة أبناء المهاجرين المغاربة على تحقيق النجاح والتميز في مختلف المجالات السياسية والمهنية داخل المجتمع الفرنسي. تجسد مسيرتها نموذجا للاندماج الناجح الذي يحافظ على الجذور مع الانفتاح على المجتمع والمساهمة في تطويره.











