اتخذ مجلس إدارة بورصة الدار البيضاء قراراً بالإجماع بتعيين ناصر الصديقي في منصب المدير العام للمؤسسة، وذلك وفقاً للإجراءات القانونية والتنظيمية السارية. هذا التعيين الذي سيدخل حيز التنفيذ ابتداءً من 19 يناير 2026 يأتي بعد مسار انتقائي دقيق استند إلى الكفاءات والخبرات المتراكمة للمسؤول الجديد في القطاع المالي.
البورصة أعلنت في بيان رسمي أن الصديقي يحمل رصيداً مهنياً يتجاوز 25 عاماً من الخبرة المتخصصة في ميادين حيوية تشمل الرقابة المالية وإدارة الأصول وحوكمة الأسواق المالية. هذه الخبرة الواسعة اكتسبها من خلال مساره المهني الذي شمل العمل في الهيئة المغربية لسوق الرساميل إضافة إلى تجارب دولية متنوعة في مؤسسات عالمية متخصصة، وهو ما سيمثل قيمة مضافة كبيرة تدعم استمرار التطوير الاستراتيجي للبورصة المغربية.
مجلس الإدارة أعرب في نفس البيان عن ثقته الكاملة في قدرات الصديقي على قيادة المؤسسة نحو مزيد من التطور والنمو، متمنياً له التوفيق والنجاح في تحمل مسؤولياته الجديدة التي تتطلب رؤية استراتيجية واضحة وقدرة على التعامل مع التحديات المتجددة في القطاع المالي.
قبل هذا التعيين الجديد، كان الصديقي يشغل منصب مدير قطب المهن في الهيئة المغربية لسوق الرساميل، حيث تولى الإشراف المباشر على عدة أنشطة حساسة تشمل مراقبة الأسواق المالية وإدارة الأصول ومتابعة الجهات المصدرة للأوراق المالية. مساهماته في هذا المنصب امتدت لتشمل قيادة مبادرات استراتيجية كبرى على رأسها مشاريع التمويل المستدام وتطوير سوق المشتقات المالية الذي يعتبر من المحاور المهمة لتحديث السوق المالية المغربية.
خلال الفترة الممتدة بين 2022 و2025، تولى الصديقي رئاسة هيئة تنسيق سوق المشتقات المالية، وهو منصب استراتيجي ساهم من خلاله في وضع الأسس التنظيمية لهذا السوق الحديث نسبياً في المغرب. مشاركاته الدولية لم تقتصر على المستوى الوطني، بل امتدت لتشمل عضويته وإسهاماته في هيئات ومؤسسات عالمية مرموقة منها المعهد الفرنكفوني للتنظيم المالي والمنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية IOSCO، وهو ما منحه رؤية شاملة حول أفضل الممارسات العالمية في تنظيم الأسواق المالية.
المسار المهني للصديقي بدأ في العاصمة الفرنسية باريس حيث عمل في مكتب دولي متخصص في التدقيق، واضطلع خلال سنوات عمله هناك بمهام التدقيق المالي والاستشارات المتخصصة. التجارب الدولية المتنوعة التي خاضها في القطاع البنكي وإدارة الأصول شكلت قاعدة صلبة لفهمه العميق لآليات عمل الأسواق المالية العالمية، قبل أن يلتحق بالهيئة المغربية لسوق الرساميل سنة 2009 حيث تدرج في تحمل مسؤوليات متزايدة وصولاً إلى منصب مدير قطب المهن.
من الناحية الأكاديمية والمهنية، يحمل الصديقي شهادة خبير محاسب معتمد من الدولة الفرنسية، إضافة إلى مجموعة من الشهادات الدولية المتخصصة في تطوير أسواق رأس المال والتنظيم المالي. من بين هذه الشهادات المرموقة برنامج الشهادة العالمية لمنظمي أسواق الأوراق المالية الذي تمنحه كلية الحقوق بجامعة هارفارد بالشراكة مع المنظمة الدولية لهيئات الأوراق المالية IOSCO، وهو برنامج يعكس المستوى الرفيع للتكوين المهني الذي يتمتع به المسؤول الجديد.
هذا التعيين يأتي في سياق سعي بورصة الدار البيضاء المستمر لتعزيز دورها كمحرك أساسي للاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، وهي أهداف تتطلب قيادة ذات خبرة عميقة ورؤية استراتيجية واضحة قادرة على مواكبة التطورات السريعة في الأسواق المالية العالمية.










