تشهد العاصمة المغربية الرباط استعداداً كبيراً لاحتضان واحد من أهم المهرجانات الثقافية في المملكة، حيث تنطلق فعاليات الدورة الثالثة عشرة من المهرجان الدولي للفنون والثقافة صيف الأوداية. هذا الحدث الثقافي المرتقب سيقام على مدار أربعة أيام متتالية من 27 إلى 30 يوليو 2025 على كورنيش أبي رقراق الخلاب، في إطار تظاهرة فنية تجمع بين الأصالة والمعاصرة.
يحظى هذا المهرجان الاستثنائي بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مما يعكس الأهمية القصوى التي توليها القيادة العليا للدولة للنهوض بالمشهد الثقافي الوطني. كما تتزامن هذه التظاهرة الفنية مع الاحتفال بذكرى عيد العرش المجيد، مضفية عليها طابعاً وطنياً مميزاً.
تتولى وزارة الشباب والثقافة والتواصل قطاع الثقافة تنظيم هذا الحدث الثقافي الكبير، بالتعاون مع المجلس الوطني للموسيقى العضو في المجلس الدولي للموسيقى الشريك الرسمي لليونسكو. هذه الشراكة المتميزة تؤكد البعد الدولي للمهرجان وتطلعه نحو تعزيز التبادل الثقافي على المستوى العالمي، فضلاً عن الدعم المهم الذي تقدمه ولاية جهة الرباط سلا القنيطرة.
ستشهد الليلة الافتتاحية للمهرجان حضور الفنانة المغربية المتميزة حياة الإدريسي، التي ستحيي سهرة فنية استثنائية وتحصل على تكريم خاص بدرع المهرجان تقديراً لمسيرتها الفنية الثرية. كما ستضم هذه الأمسية عروضاً مميزة للفنان هاي كلاس والموهبة الصاعدة حاتم إيدار، بمشاركة أوركسترا مغرب الثقافات تحت القيادة الموسيقية المتمكنة لحمزة أمزكر.
تحتفي الأمسية الثانية بالتنوع الثقافي المغربي من خلال تكريم الفنانة الأمازيغية الرائدة عائشة تاشنويت بمنحها الخلالة الذهبية، اعترافاً بإسهامها القيم في إثراء الموسيقى الأمازيغية. ستتشارك المنصة مع الفنان المبدع جمال يوبا وفرقة حصبة غروف الشبابية، في لقاء فني يمزج بسحر خاص بين الإيقاعات التراثية الأصيلة واللمسات الموسيقية العصرية.
يحمل اليوم الثالث من المهرجان في طياته تنويعاً موسيقياً ثرياً يبدأ بعروض للفنان حميد VFF والفنانة نادية العروسي، قبل أن يتوج الأمسية بحضور استثنائي للمعلم مصطفى باقبو، أحد الأعلام البارزة في فن كناوة الروحاني. هذا التدرج في العروض يضمن للجمهور تجربة فنية متكاملة تستكشف مختلف ألوان الطيف الموسيقي المغربي.
تختتم فعاليات المهرجان بأمسية ختامية مميزة تبدأ بعرض لمغني الراب الشاب حمزة كلاس أ، يليه حفل موسيقي للفنان نصر مكري الذي سيحظى بتكريم خاص عبر منحه جائزة حسن مكري تقديراً لعطائه الفني. تسدل الستارة على هذا الحدث الثقافي المميز بعرض ختامي لفرقة الراب آش كاين، التي تم اختيارها لنيل جائزة أفضل مغني راب، مما يعكس اهتمام المهرجان بدعم المواهب الشابة في هذا النوع الموسيقي المعاصر.
يأتي تنظيم هذا المهرجان الثقافي الشامل في إطار رؤية طموحة تهدف إلى تعزيز المشهد الثقافي الوطني وتثمين الثراء الموسيقي المغربي بكل تنويعاته وتياراته. هذا التوجه يتيح الفرصة أمام فنانين من أجيال متنوعة لعرض إبداعاتهم أمام جمهور العاصمة المتذوق، مما يساهم في إثراء الحوار الثقافي وتعميق التفاعل بين الأجيال الفنية المختلفة.
تمثل هذه التظاهرة الثقافية المتميزة فرصة ذهبية لتسليط الضوء على التنوع الموسيقي المغربي الأصيل، من الطرب التقليدي إلى الراب العصري مروراً بالموسيقى الأمازيغية، في مزيج فني يعكس روح المغرب المعاصر المتجذر في تراثه العريق والمنفتح على آفاق الإبداع الحديث.