تشهد باكستان واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية في تاريخها الحديث، حيث تسببت الأمطار الغزيرة الاستثنائية في شمال البلاد بوفاة 320 شخصا على الأقل خلال 48 ساعة فقط. هذه الأرقام المفزعة ترفع إجمالي عدد الضحايا إلى أكثر من 600 قتيل منذ بداية الموسم المطري الذي انطلق في أواخر يونيو الماضي بشدة غير مسبوقة.
الحصيلة المأساوية التي أعلنتها السلطات الباكستانية يوم السبت تكشف عن حجم الدمار الذي تعرضت له المناطق الشمالية من البلاد. هذه الفيضانات العارمة لم تقتصر على الخسائر البشرية فحسب، بل امتدت لتشمل تدمير البنية التحتية والمنازل والمحاصيل الزراعية في مناطق واسعة.
ولاية خيبر بختونخوا الجبلية، التي تحد أفغانستان، تحملت العبء الأكبر من هذه المأساة الإنسانية. هذه المنطقة النائية سجلت وحدها 307 وفيات وفقا لهيئة إدارة الكوارث المحلية.
طبيعة المنطقة الجبلية جعلت من عمليات الإنقاذ مهمة بالغة الصعوبة والتعقيد. فرق الإنقاذ والدفاع المدني تواجه تحديات جمة في الوصول إلى المناطق المنكوبة بسبب انقطاع الطرق وتدمير الجسور، مما يعيق جهود إجلاء المتضررين وتقديم المساعدات الطارئة.
عمليات البحث عن الجثث المطمورة تحت الركام لا تزال مستمرة في مختلف أنحاء المناطق المتضررة. هذه العمليات الشاقة تتطلب معدات متخصصة وخبرات فنية عالية، خاصة مع استمرار تساقط الأمطار في بعض المناطق، مما يزيد من خطورة الوضع ويهدد حياة فرق الإنقاذ.