شهد مطار الرباط-سلا يوم الاثنين بداية مرحلة جديدة من التنظيم الأمني بعد قرار المديرية العامة للأمن الوطني رفع تصنيفه من مفوضية خاصة إلى منطقة أمنية كاملة. هذا التطور الهيكلي يأتي ضمن خطة شاملة لمواكبة أشغال التوسعة الجارية في هذا المرفق الحيوي والنمو الملحوظ في حركة المسافرين.
يندرج هذا القرار ضمن الرؤية الاستراتيجية التي تتبناها المديرية العامة للأمن الوطني والهادفة إلى الارتقاء بجودة الخدمات الأمنية المقدمة للمواطنين. التحول المؤسساتي يستجيب للتطور المتسارع الذي تشهده الملاحة الجوية عبر مطار الرباط-سلا، ويعتمد على سياسة أمنية شاملة ومتكاملة تواكب الطلب المتزايد على استخدام هذا المعبر الحدودي خلال الفترة الأخيرة.
أوضح والي أمن الرباط-سلا-تمارة-الخميسات، مصطفى مفيد، خلال كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن هذا الارتقاء المؤسساتي جاء استجابة للمعطيات الميدانية الواقعية، خاصة الزيادة الكبيرة في أعداد الرحلات الجوية التي سجلها المطار خلال السنوات الماضية.
أشار مفيد إلى أن هذه الخطوة تأتي أيضاً تحضيراً للاستحقاقات والمواعيد الوطنية والدولية المرتقبة، مؤكداً أن المنطقة الأمنية الجديدة تم تجهيزها بمعدات تقنية ولوجستية حديثة ومتطورة. كما تم تعزيز الموارد البشرية بكفاءات وأطر متخصصة قادرة على تلبية المتطلبات الأمنية المتزايدة.
من جهته، صرح رئيس المنطقة الأمنية لمطار الرباط-سلا، عادل بوراسي، أن المديرية العامة للأمن الوطني أقرت مجموعة من التدابير الهيكلية والتنظيمية التي تستهدف تحسين الأداء ورفع مستوى الخدمات الأمنية في هذا المرفق الاستراتيجي.
أضاف بوراسي أن هذه التعزيزات ستمكن المنطقة الأمنية من مواكبة النمو المستمر في حركة الطيران بجميع وجهاتها، والتعامل بفعالية مع هذا التحول لضمان تقديم خدمات أمنية عالية الجودة تلبي توقعات المسافرين والمعايير الدولية.
أما عميد شرطة ممتاز، رئيس المصلحة الإدارية الولائية، حسن الزيات، فأكد أن هذا الارتقاء يهدف إلى إرساء دينامية تفاعلية تعتمد على التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي في عمليات الإدارة والمراقبة وتدبير حركة العبور من وإلى التراب الوطني عبر هذا المركز الحدودي الهام.
أشار الزيات إلى أنه تماشياً مع هذا التغيير الهيكلي، تم تدعيم الفرق العاملة بالمنطقة الأمنية لمطار الرباط-سلا بوحدات متخصصة تشمل الشرطة القضائية ومصالح الاستعلامات العامة والفرقة السينو-تقنية والهيئة الحضرية. هذا التنوع في التخصصات يضمن مردودية عالية وقدرة فعلية على التعامل مع الزيادة المطردة في حركة الرحلات الجوية بمختلف اتجاهاتها.
يمثل هذا التحول نقلة نوعية في تدبير الأمن بأحد أهم المطارات المغربية، ويعكس حرص السلطات على مواكبة التطورات اللوجستية والبنيوية بتحديث مستمر للمنظومة الأمنية، بما يضمن سلامة المسافرين وانسيابية حركة النقل الجوي في ظل التحديات المتزايدة التي يفرضها النمو المتسارع لقطاع النقل الجوي بالمملكة.










