كشف محمد ربيع لخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، خلال لقاء تلفزيوني بثته القناة الثانية، أن قطاع السكك الحديدية بالمملكة يتقدم وفق توجيهات ملكية سامية تجعله في صميم رؤية استراتيجية ممتدة، ترتكز على مخطط وطني شامل يغطي القطارات فائقة السرعة والقطارات التقليدية على حد سواء.
أشار لخليع إلى أن الغاية الأساسية من هذا المخطط تتمثل في بناء شبكة سككية متكاملة تشمل مختلف أقاليم المملكة، حيث ستمتد الخطوط التقليدية من مدينة طنجة في أقصى الشمال وصولاً إلى مدينة أكادير في الجنوب، فضلاً عن خط يربط الدار البيضاء بمدينة وجدة شرقاً عبر فاس.
يتضمن المشروع أيضاً رؤية مستقبلية طموحة تقضي بمد الخطوط الحديدية حتى مدينة العيون مروراً بمدينة الداخلة، وصولاً إلى الحدود مع الجمهورية الموريتانية، وهو ما سيحول المغرب إلى نقطة وصل فعلية بين شمال القارة الإفريقية وامتدادها الجنوبي.
أضاف المسؤول الأول عن السكك الحديدية بالمغرب أن المخطط لا يقف عند هذه المحاور الرئيسية، بل يشمل كذلك خطوطاً إضافية تتجه نحو مدينتي بني ملال وتطوان، ضمن نهج تدريجي يأخذ بعين الاعتبار التنفيذ المرحلي والتخطيط على المديين المتوسط والبعيد، مع إجراء مراجعات دورية للمشاريع كل خمس سنوات لضمان توافقها مع المستجدات الاقتصادية والتنموية.
بخصوص مشروع الخط الحديدي الرابط بين مراكش وأكادير، أفاد لخليع بأن جميع الدراسات الفنية والهندسية المتعلقة به قد اكتملت، وأن المرحلة القادمة مرهونة بتأمين الموارد المالية الضرورية لبدء الأشغال. لفت أيضاً إلى وجود مشاريع سككية إضافية قيد الإعداد، منها خط يربط شيشاوة بالصويرة، وخط آخر يصل خريبكة ببني ملال، إضافة إلى مشاريع مبرمجة لتوسيع الشبكة في المنطقة الشمالية خصوصاً في محيط تطوان.
ختم المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية حديثه مؤكداً أن هذه المشاريع تتجاوز كونها مجرد أوراش بنيوية، لتشكل جزءاً لا يتجزأ من رؤية وطنية شاملة تستهدف تقوية الترابط بين الجهات، وتسهيل حركة التنقل، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية عبر مختلف ربوع المملكة، بما يتماشى مع تطلعات البلاد نحو إقامة منظومة نقل عصرية ومستدامة تخدم الأجيال الحالية والمقبلة.










