صرّح وليد الركراكي، المدير الفني للمنتخب المغربي، بأن الظهير الأيمن أشرف حكيمي يمثل عنصراً محورياً لا يمكن الاستغناء عنه في تشكيلة “أسود الأطلس”، مشيداً بدوره المميز ليس فقط على أرضية الملعب، بل أيضاً بتأثيره القيادي وشخصيته الملهمة داخل غرفة الملابس.
وفي حوار أجراه مع إذاعة “RFI” الفرنسية، أكد الركراكي على المكانة الاستثنائية التي يحتلها حكيمي قائلاً: “أشرف لاعب أساسي بلا نقاش في المنتخب المغربي. هو حاضر بقوة مع باريس سان جيرمان، وأعتقد أنه سيكون أساسياً في أي فريق في العالم. هو مهم جداً لنا داخل وخارج الملعب”.
وسلط المدرب المغربي الضوء على الاختلاف في طبيعة الدور الذي يلعبه حكيمي بين ناديه الفرنسي والمنتخب المغربي، موضحاً: “في النادي، لديه حرية هجومية أكبر ويلعب أحياناً كوسط أو مهاجم، كما رأينا في هدفه ضد أرسنال بدوري الأبطال. أما معنا، فنحن نطلب منه التوازن بين الدفاع والهجوم، لكنه يحتفظ بنفس الفاعلية في التقدم، وهو أحد أسلحتنا القوية”.
وأضاف الركراكي متحدثاً عن التحديات التي تواجه حكيمي في التأقلم بين النادي والمنتخب: “في باريس يتدرب يومياً ويعرف زملاءه جيداً، بينما في المنتخب لدينا فقط 10 أيام لخلق الانسجام. نحاول بناء علاقة بينه وبين إبراهيم دياز، ولحسن الحظ هما يعرفان بعضهما منذ ريال مدريد”.
وتطرق مدرب المنتخب المغربي إلى التطور الكبير الذي شهده مستوى حكيمي في السنوات الأخيرة، مشيراً: “أشرف نضج كثيراً على المستوى الذهني. أصبح أكثر تركيزاً، وتحسن دفاعياً. هو ظهير هجومي نادر، وآخر من رأيناه بهذا التأثير كان كافو. خصومه لا يرتاحون أمامه، ويضطرون للدفاع”.
وأثنى الركراكي على الصفات القيادية التي يتمتع بها نجم باريس سان جيرمان، قائلاً: “إنه لا يتحدث كثيراً لكنه يقول ما يجب قوله. منحناه شارة القيادة في الألعاب الأولمبية، وكان على قدر المسؤولية. الآن، هو قائدنا ومحفز لباقي اللاعبين”.
وكشف الركراكي عن معلومة غير معروفة للجماهير تتعلق بمعاناة حكيمي خلال مشاركته في مونديال قطر 2022، حيث قال: “لعب كأس العالم وهو مصاب في أوتار الركبة. 90% من اللاعبين لم يكونوا ليلعبوا بهذه الحالة، لكنه ضحى من أجل المنتخب، وأصر على خوض مباراة الترتيب ضد كرواتيا”.
وأردف مؤكداً على الروح الوطنية العالية التي يتحلى بها حكيمي: “حكيمي يضع المنتخب فوق كل شيء، وهذا نموذج يُحتذى به. سيكون قائدنا في كأس أمم أفريقيا المقبلة بالمغرب، وضغط البطولة لا يُخيفنا، بل نعمل على تحويله إلى حافز إيجابي”.
واختتم الركراكي تصريحاته بتهنئة خاصة لحكيمي على إنجازاته الأخيرة، مع التطلع لتحقيق المزيد مستقبلاً: “أبارك له فوزه بجائزة ‘مارك فيفيان فوي 2025’، يستحقها بجدارة. كنا نأمل أن يُتوج بالكرة الذهبية الأفريقية، ولمَ لا بالكرة الذهبية العالمية؟ ولكن إن فاز بدوري الأبطال والدوري الفرنسي وكأس أفريقيا، فلا شيء مستحيل”.
تجدر الإشارة إلى أن المغرب سيستضيف بطولة كأس أمم أفريقيا المقبلة، وهي فرصة تاريخية للمنتخب المغربي لتحقيق لقب طال انتظاره على أرضه وبين جماهيره، خاصة بعد المستويات المتميزة التي قدمها في السنوات الأخيرة، وبقيادة لاعبين متألقين في أكبر الأندية الأوروبية، على رأسهم أشرف حكيمي النجم المتألق في صفوف باريس سان جيرمان الفرنسي.