كشف نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس عن تطور مهم في الجهود الدبلوماسية الرامية لحل الأزمة الأوكرانية، حيث أشار إلى أن الجانب الروسي أظهر استعداداً جديداً للتفاوض وقدم تنازلات ذات أهمية للإدارة الأميركية. وجاءت هذه التصريحات في أعقاب المحادثات التي جرت بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أعلن فانس خلال مقابلة مع شبكة إن بي سي الأميركية أن موسكو غيرت من نهجها التفاوضي بشكل ملحوظ، معتبراً أن هذا التطور يمثل المرة الأولى منذ انطلاق الصراع في فبراير 2022 التي تُظهر فيها روسيا هذا المستوى من المرونة. وأوضح أن القيادة الروسية باتت تناقش بجدية الخطوات اللازمة لإنهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا.
أكد نائب الرئيس الأميركي أن الإدارة الحالية تسعى بكل قوة للتوصل إلى تفاهمات مع كلا الطرفين المتصارعين، مشدداً على ضرورة إيجاد نقاط التقاء مشتركة تؤدي إلى وقف العنف والقتال. وأشار إلى أن ترامب يتبنى استراتيجية دبلوماسية فعالة تهدف لإشراك جميع الأطراف المعنية في عملية سلام حقيقية.
شدد فانس على أن استمرار الحرب لا يخدم مصالح أي طرف من الأطراف المعنية، سواء كانت أوروبا أو الولايات المتحدة أو حتى روسيا وأوكرانيا نفسيهما. وأعرب عن اعتقاد الإدارة الأميركية بأن جميع الأطراف ستستفيد من إنهاء هذا الصراع المدمر.
تزامنت تصريحات فانس مع زيارة المبعوث الأميركي كيث كيلوغ إلى العاصمة الأوكرانية كييف للمشاركة في فعاليات إحياء ذكرى استقلال أوكرانيا. وشارك في هذه المناسبة الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى جانب رئيس الوزراء الكندي مارك كارني ومسؤولين دوليين آخرين.
كان ترامب قد التقى بوتين في ألاسكا منتصف شهر أغسطس الماضي، وتبع ذلك لقاء مع زيلينسكي وقادة أوروبيين في العاصمة الأميركية واشنطن. ورغم إعلان الرئيس الأميركي عن سعيه لتنظيم لقاء مباشر بين نظيريه الروسي والأوكراني، إلا أن احتمالات تحقق هذا الهدف تراجعت في الفترة الأخيرة.
أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخراً عدم وجود خطة محددة لعقد مثل هذا الاجتماع في الوقت الحالي. وتبقى الجهود الدبلوماسية مستمرة رغم التحديات الكبيرة والفجوة الواسعة في المواقف والشروط المتبادلة بين الطرفين المتصارعين، مما يجعل التوصل إلى تسوية شاملة أمراً معقداً يتطلب مزيداً من الوقت والجهود المكثفة.