يخوض النجم المغربي سعد لمجرد معركة قضائية جديدة أمام محكمة الاستئناف الفرنسية في فال دو مارن، في محاولة لإلغاء الحكم الصادر ضده بالسجن ست سنوات. هذه المواجهة القضائية تمثل فرصة أخيرة للفنان المغربي لتبرئة نفسه من التهم الموجهة إليه والتي تتعلق بواقعة يعود تاريخها إلى عام 2016.
الجلسة الحاسمة التي عقدت يوم الاثنين تأتي كمحطة مهمة في ملف قضائي معقد امتد لسنوات طويلة. سعد لمجرد حضر هذه المحاكمة وهو يتمتع بالحرية المؤقتة تحت الإشراف القضائي، بينما ينتظر الجميع صدور القرار النهائي يوم الجمعة المقبل في مدينة كريتاي.
تعود جذور هذه القضية المثيرة للجدل إلى أحداث وقعت في العاصمة الفرنسية باريس خلال عام 2016، حيث اتهمت شابة فرنسية تدعى لورا بريول النجم المغربي بالاعتداء الجنسي والضرب. الضحية التي كانت تبلغ من العمر 21 عاما آنذاك روت تفاصيل مؤلمة عن لقائها بسعد لمجرد في ملهى ليلي بباريس والأحداث التي تلت ذلك.
وفقا لرواية المدعية، فإن الحادثة وقعت في غرفة فندق حيث تعرضت للاعتداء الجنسي والضرب على يد النجم المغربي قبل أن تتمكن من الفرار وطلب المساعدة من إحدى موظفات الفندق. هذه التفاصيل شكلت أساس القضية التي هزت الوسط الفني المغربي والعربي على نطاق واسع.
من جانبه، رفض سعد لمجرد بشدة التهم الموجهة إليه خلال المحاكمة الأولى، مؤكدا براءته من تهمة الاغتصاب. الفنان المغربي اعترف فقط بأنه دفع الضحية بقوة في وجهها كرد فعل على قيامها بخدشه أثناء تبادلهما القبلات، وهو ما اعتبره دفاعا عن النفس وليس اعتداء.
رغم دفاعه المستميت عن نفسه، أصدرت محكمة الجنايات في باريس حكمها في فبراير 2023 بإدانة سعد لمجرد والحكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات. المحكمة استندت في قرارها إلى تماسك رواية الضحية منذ بداية التحقيقات، بالإضافة إلى التقارير الطبية وشهادات موظفي الفندق التي دعمت ادعاءاتها.
تأثير هذه القضية على مسيرة سعد لمجرد الفنية كان كبيرا وملحوظا، حيث كشفت مصادر مقربة من الوسط الفني أن نجومية الفنان تضررت بشكل جدي نتيجة هذه المحاكمات المستمرة. الضغط النفسي الذي يواجهه النجم المغربي واضح رغم محاولاته الظهور بقوة وإيجابية أمام الجمهور.
المصادر ذاتها أشارت إلى تراجع كبير في مردودية سعد لمجرد الفنية والمالية، وهو أمر طبيعي بالنظر إلى طبيعة التهم الموجهة إليه وتأثيرها على سمعته كفنان يحظى بشعبية واسعة في المغرب والعالم العربي. هذا التراجع يعكس حجم التحديات التي يواجهها النجوم عندما تتداخل حياتهم الشخصية مع قضايا قانونية معقدة.
من المتوقع أن تشهد جلسات الاستماع المقبلة حضور كل من سعد لمجرد والمدعية لورا بريول، مع احتمالية تقديم أدلة جديدة قد تغير مجرى القضية. هذه الأدلة المحتملة قد تكون حاسمة في تحديد مصير الاستئناف ومستقبل النجم المغربي القضائي والفني.
القضية التي أثارت جدلا واسعا في الأوساط الإعلامية والفنية تبقى محل متابعة كبيرة من قبل الجمهور المغربي والعربي، خاصة مع اقتراب موعد إصدار الحكم النهائي الذي قد يحدد مستقبل واحد من أشهر النجوم في الوطن العربي.