هزت جهة سوس ماسة حادثة مؤلمة مساء الثلاثاء 16 يوليوز 2025، حيث تم اكتشاف جثة الفنان الأمازيغي المعروف صالح الباشا داخل مسكنه بجماعة الدراركة في ضواحي أكادير، وذلك في ظروف تثير التساؤلات حول ملابسات هذه الوفاة المفاجئة.
بدأت القصة عندما لاحظ سكان المنطقة انبعاث رائحة مريبة من الشقة التي يقطنها الفنان الراحل، مما دفعهم إلى إبلاغ السلطات المختصة. تدخلت عناصر الدرك الملكي على الفور واضطرت إلى اقتحام المسكن، حيث اكتشفت الجثة في حالة متقدمة من التحلل.
تشير التقديرات الأولية إلى أن الوفاة حدثت قبل حوالي أربعة أيام من اكتشاف الجثمان، مما يعني أن الفنان فارق الحياة منذ فترة دون أن يلاحظ أحد غيابه. تم نقل الجثمان فوراً إلى مستودع الأموات لإجراء التشريح الطبي بناءً على توجيهات النيابة العامة، وذلك لتحديد الأسباب الحقيقية وراء هذه الوفاة الغامضة.
كشفت مصادر مطلعة على أوضاع الفنان الراحل أنه كان يواجه تحديات صحية في الأيام التي سبقت وفاته، حيث بدا عليه الإعياء والتعب الشديد خلال آخر عروضه الفنية. هذا الوضع الصحي المتدهور أجبره على تقديم أداء استثنائي في سهرته الأخيرة، حيث اضطر إلى الغناء وهو جالس بسبب عدم قدرته على الوقوف.
يُضاف إلى ذلك أن الفنان كان يعيش وحيداً في منزله، مما جعل اكتشاف الوفاة يتأخر لعدة أيام. هذا الوضع المعيشي المنعزل ساهم في تفاقم المأساة وجعل الاكتشاف يحدث في وقت متأخر نسبياً.
أثارت هذه الواقعة المؤلمة موجة من الحزن والصدمة في أوساط الفنانين والمتابعين، خاصة في منطقة سوس ماسة حيث يتمتع الراحل بشعبية كبيرة. يُعتبر صالح الباشا من الرموز البارزة في المشهد الفني الأمازيغي، حيث بنى مسيرة فنية متميزة امتدت لسنوات طويلة وركز فيها على القضايا الاجتماعية والتراثية.
تواصل عناصر الدرك الملكي تحقيقاتها المكثفة بتوجيه من النيابة العامة، حيث تقوم بفحص مسرح الحادث وجمع الأدلة اللازمة لكشف الظروف الدقيقة التي أحاطت بوفاة الفنان. كما تنتظر السلطات نتائج الخبرة الطبية التي ستحدد الأسباب النهائية للوفاة وتوضح ما إذا كانت هناك عوامل خارجية أم أن الوفاة كانت طبيعية.
برحيل صالح الباشا، تفقد الساحة الفنية الأمازيغية أحد أعمدتها المهمة، فنان عرف بإخلاصه لتراثه وثقافته ونجح في تقديم أعمال فنية تلامس قلوب الجمهور وتعبر عن الهوية الأمازيغية الأصيلة.